رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

ما أجمل الساعة الكبيرة الموجودة في البيت الكبير والمقصود بالبيت الكبير هو بيت جدي وجدتي ... هناك ساعة حائط كبيرة في منتصف وصدارة الصالة الكبيرة عند دخول اي شخص لهذا البيت يقف قليلا أمام هذه التحفة الأثرية والانتيك المصنوع من أجود أنواع الخشب بمنتهي الدقة وهو متأكد أن هذه التحفة مصنعة يدويا ... وأهم ما يميز هذا التابلوه الرائع ما يتحرك بداخله ... سألت جدتي ما اسم الجزء الذي يتحرك داخل  أسفل الساعة ويدخل صندوقا زجاجيا .. ..قالت اسمه «بندول الساعة» .. وكان لا يهمني أن استفسر عن معني كلمة بندول بقدر تركيزي في حركته المنتظمة يمينا ويسارا مع إصدار صوت منتظم اشبه بنبضات القلب .. مما يؤكد أن هذه التحفة الأثرية قلبها نابض وينظم عملية الحياة في البيت الكبير ... فالداخل والخارج من أهل البيت أو الزائر لابد أن ينظر لبندول الساعة ..

صوت البندول منتظم يشبه عزف الإيقاع في فرقة موسيقية والمسرح هنا هو البيت الكبير والجمهور هو اهل البيت..يصمت الجميع ليلا وهو حارس امين يتحرك بثبات ويقظة.. ما اجمل هذا التابلوه ...نغيب كثيرا أو قليلا عن البيت الكبير ونعود فنري أن أحد أفراد وأركان الأسرة الكبيرة  متألقا مثل أبو الهول يقول لنا البيت أمنا والذكريات كامنة حتي ولو كانت صماء ولكن صوتي دائما هو الذي يحركها ... نعود كل مرة ونقف جنب هذا المكان ونلتقط الصور في أجمل وأروع الاتجاهات ودائما هذه الساعة ببندولها ذو القلب النابض هو حجر الزاوية حتي أننا ظننا أنه مزارا سياحيا للجميع .. هذا البندول لم يصدر صوتا نشازا ولا حركة عشوائية ولكن هو دائما رمز الالتزام سواء في ضبط الوقت أو ضبط الإيقاع...

بندول الساعة يذكرنا جميعا بالتراث الاذاعي عندما يطلع علينا احد مذيعي الاذاعة المصرية في الزمن القديم يقول ..اذاعه القرآن الكريم ..من القاهرة ... أو كلمة إيقاع الاذاعة المصرية والثبات الوجداني الا وهي.. هنا القاهرة ...كما ولو اننا نقول للعالم نحن هنا .. قاهرة المعز لدين الله صامدة...شامخة.. متألقة.. مستيقظة مبكرا وتقول للكرة الارضية والعالم اننا في حالة ضبط ساعات العالم علي بندول ساعة أم العواصم صاحبة الألف مأذنة والتاريخ العريق..

إذا أخذنا بندول الساعة سلوكا وكل منا يعيش خياله ويتقمص شخصية افتراضية مرجعية هذه الشخصية سلوكيات هذا البندول ...ويضع لنفسه شعارا ويحول هذا الشعار الي هدف يضعه أمام عينيه في كل تصرفاته..  ويسعي جاهدا لتحقيقه..فيكون هذا الشعار...الدقة ..الثبات..الوسطية ..التناغم.. الوقار ..الشموخ...الماضي ..نستلهم منه الحاضر ..الأصالة.. وهكذا.. سوف نصل أن بندول الساعة هو رمانة ميزان وحجر الارتكاز.. والميقات.. وضبط الأداء وعزوة البيت الكبير.