رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أعتقد أن أول سؤال يتبادر إلى ذهن أى مبدع كبير ناجح قبل الشروع فى اجتياز مرحلة فنية جديدة فى حياته أو الاشتباك الإيجابى مع عمل فنى جديد يعطيه من ذاته وفكره ومخزون خبراته وحصاد نجاحاته الكثير والجديد، أن يسأل نفسه: لماذا هذا الخيار الجديد، ولو وجد الإجابة حاضرة، فيكون السؤال التالى فارضاً وجوده: وهل سيحقق له إضافة لمشواره الإبداعى الطويل؟، وأخيراً يكون السؤال: وهل امتلك أدوات المغامرة الإبداعية الجديدة التى تناسب تاريخه واسمه؟!

لقد تخيلت أن كاتبنا الكبير وحيد حامد قد سأل نفسه كل تلك الأسئلة وأكثر وهو يُقدم على كتابة سيرة ذاتية عن جماعة الغدر والخيانة وبطلها حسن البنا، ونحن نعيش زمن تبعات شرور تلك الجماعة الإرهابية، بل وننخرط فى حالة حرب حقيقية مع إرهاب فكرها المتخلف الشيطانى الكاره للبلاد والعباد..

هل لى أن أذكره بوقفة مصطفى النحاس باشا (الذى أهانه مسلسل الجماعة على سبيل المثال) وهو على منصة مجلس النواب، فى يوم 8 أكتوبر 1951، عندما قال «لقد انقضى وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الذى يقوم على التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات وإقامة الدليل على أن شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذى يُكره على مالا يرضاه أو يسكت عن حقه فى الحياة. أما الخطوات العملية التالية فستقفون على كل خطوة منها فى حينها القريب، وإنى لعلى يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلى مستوى الموقف الخطير. يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت المعاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها.».. شجاعة ونبل وطنى وزعامة تاريخية وحنكة سياسية لينال من قدرها مسلسل درامى !!!.. ألم تكن تلك الدراما فرصة لتضرب يا كاتبنا الكبير المثل بالنحاس كزعيم تمسك بالدولة المدنية عندما رفض رفضاً نهائياً تجليس الملك فاروق عبر بوابة الأزهر بقولته الشهيرة (لا قبة إلا قبة البرلمان ولا دستور إلا ٢٣) وأنه لا تحالفات مع أى تيارات دينية كموقف مبدئى غير ما قام به الآخرون؟!

قبل أن تودع مصر والأمة العربية بأيام قليلة أحد أهم رواد الإبداع الدرامى الكاتب أسامة أنور عكاشة، كان لكاتب تلك السطور فرصة إجراء أكثر من حوار صحفى تم نشرهما فى حينه، وقد أسعدنى إشادة الكاتب بأهمية الحوار..

سألته، كيف نقرأ الماضى؟.. قال «إنه سؤال هام، وهنا لابد أن نسأل بأى ذهنية نقرأ.. هل هى ذهنية الدروشة أم الاتباع الأعمى.. فى كل الأحوال لابد أن تكون القراءة نقدية  فى مجال إعادة فتح ملفات التاريخ.. نقرأ لكى نناقش وهذا هو المنطق المطلوب، وعند قدرتنا على هذا سيمكننا تجاوز وعبور كل مناطق التخلف».. ويضيف «عكاشة»، عندما تم كتابة مسلسل «فاروق» فإن السيدة لميس جابر كاتبة العمل قرأت وتعبت كثيراً فى إعداد العمل ولكنها قرأت بعين واحدة، لقد استهوتها حكاية أجواء الحنين لشكل الملكية والحالة الأرستقراطية ونظرة النخبة للملكية، وكأنها تريد أن تنتمى إلى ذلك العصر، فأغفلت الجانب الآخر وهو ما استقر عليه جماع الرأى المصرى من أن هذا الملك لا يصلح وأنه ملك فاسد فساداً شخصياً قبل أن يكون فساداً سياسياً.. لقد كان ملكاً ضعيفاً ولا يستحق أن يكون محل جدل أو موضوع دراما تليفزيونية.. إن إنتاج مسلسل عن فاروق يثير الضيق والاستغراب أما كان الأولى إنتاج مسلسلات عن زعماء بقامة مصطفى النحاس وسعد زغلول وجمال عبد الناصر..».. أذكر ذلك الجانب من المقابلة مع عكاشة لنستدعى فكره الحصيف فى أمر تقييم دراما «الجماعة« وكأنه يؤكد أن «وحيد حامد» أيضاً قرأ التاريخ بعين واحدة!!

إن مشهد خروج الآلاف وهى تعبر عن فرحتها بالإفراج عن المرشد العام الإخوانى يمثل رسالة تعاطف مع جماعة الإخوان وأفكارها ورموزها ويؤكد أننا أخطأنا عندما أسقطنا حكم «مرسى»، فهل كان من بين أهداف الكاتب تكريس تلك الحالة فى مقابل انحناء ثورة يوليو والدنيا كلها لأهل ذلك الشر العميم؟!!

[email protected]