رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

سؤال يتبادر إلى عقل كل ذي بصيرة إلى متى سنظل ندفع ثمن الرصاصة التى نقتل بها أنفسنا؛ ولماذا تمتلئ خزائن العالم الغربى بأموالنا التى ندفعها طواعية لرفاهية تلك الشعوب بينما تعيش شعوبنا على الفتات؟ وبعيداً عن قيمة ما حصل عليه دونالد ترامب من أموال الخليج عن طيب خاطر بل وبتقديم فروض الامتنان؛ كلنا يعلم أنه لن تقوم حرب مع إسرائيل وأن أقصى أحلام الشعوب البسيطة فى الوطن العربى أن تظل تلك الأسلحة مكدسة بلا استعمال وألا تتحول إلى صدورنا نحن العرب فى حروب بين البلاد العربية نفسها. فالجميع يعلم أن تجارة السلاح هى المنعش للاقتصاد الأمريكى والغربى وأننا السوق الأكبر لها؛ فصناعة الأسلحة فى الولايات المتحدة الأمريكية فى غاية الأهمية على المستوى الاقتصادى، وبالنسبة إلى عدد العاملين فيها، ومن الصعب تقدير أرقام لمبيعات الأسلحة الأمريكية بدقة لأن العقود المبرمة فى هذا القطاع لا يُكشَف أحياناً النقاب عنها، ثانياً لأن المبيعات قد لا تقتصر على المعدات، بل تشمل أيضاً ثمن إعداد وتدريب الطواقم العسكرية. ولذلك فالتقديرات فى هذا المجال، قد تختلف بشكل كبير من مصدر لآخر. ولقد نشأت صناعة الأسلحة فى الولايات المتحدة منذ البداية، لسد حاجات المجهود الحربى إبان الحرب العالمية الثانية، والذى نجم عنه بناء الترسانة الحربية للحلفاء لتزيد قواتهم بما يلزمهم من عتاد حربى على جميع الصعد، براً وبحراً وجواً. وقد بشّر الرئيس الأمريكى دوايت إيزنهاور الأمريكيين، بخطاب شهير منذ أكثر من نصف قرن، بظهور هيكلية صناعية أمريكية ضخمة وشاملة لشتى معدات النظم العسكرية.. وعندما ظهر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذى أوجده الأمريكان على الساحة بشكل واسع النطاق ثم قررت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولى لمحاربته، كان هذا إيذانًا بفترة رفاهية وأرباح رائعة لشركات الأسلحة الأمريكية. وفى الفترة من يوليو إلى أغسطس من العام الماضى ارتفعت أسهم لوكهيد مارتن بنسبة 9.3%، وارتفعت أسهم جنرال داينامكس بنسبة 4.3%، أما رايثيون ونورثروب فبنسبة 3.8%...وأكثر ما يخشاه العقلاء أن تتحول بيع الأسلحة للمنطقة العربية مؤخراً إلى إشعال للنيران وزعزعة للأمن فى المنطقة بأموال المسلمين أنفسهم. هذه الصفقات تشمل بيع كمية من المعدات العسكرية وضمان بعض الخدمات الدفاعية بحجة مواجهة النفوذ الإيرانى السلبى والتهديدات المرتبطة بإيران. والغريب عند دراسة ساحات صراع العالم نجد عملة واحدة يتشارك فيها ويتعامل بها الجميع؛ فمثلاً ما الذى يربط بين إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة وإيران وروسيا والصين وفصائل المقاومة والنظام السوريين وحكومات الدول الأفريقية والحركات الانفصالية هناك والاتحاد الأوروبى وحكومات أمريكا اللاتينية وإمبراطورية المخدرات العالمية وعصابات شرق أوروبا وتنظيم المافيا الدولى وداعش؟ لوهلة قد يبدو من الجنون الربط بين كل هؤلاء، لكن تفكيرًا بسيطًا سيوصلنا إلى عالم الواقع، حيث لا يوتوبيا، وحيثما نظرنا وجدنا العالم الحقيقى، المكان الذى تتغذى عليه الحروب وتحيا عليه صناعة كاملة هى التى تتحكم بشكل رئيسى فى إدارة الكوكب.. ويعرف العالم تجارة الأسلحة من خلال مبدأين أساسيين: أولهما أن السلاح خلق ليستعمل؛ فكلما زادت الحروب زاد الربح وراجت الصناعة، وكلما قلت الحروب والصراعات كان ذلك فى غاية الضرر بالصناعات الدفاعية وصناعة السلاح عمومًا. لذلك وبغض النظر عن صفقات الجيوش النظامية فإن العالم لا بد وأن يحتوى على بؤر معينة مشتعلة باستمرار ولا تنطفئ أو تهدأ أبدًا لضمان استمرار الأرباح المليارية. والمبدأ الثانى أن هناك أسلحة تصنع ولا بد من تجربتها فى مكان ما لضمان فاعليتها ولضمان استمرار مشروع تصنيعها وبالتالى تسويقها على نطاق واسع. أننا للأسف بدلاً عن استثمار أموالنا فى صناعة السلام والرفاهية للشعوب العربية نتحول إلى مجال لتجارب الجديد من الأسلحة والتخلص من المخزون فى المصانع الأمريكية، لتستمر العجلة دائرة، مزيد من المليارات للشعب الأمريكى وملايين من الضحايا للموت والفقر فى العالم العربى والإسلامى.