عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

أحمد الله عز وجل أن كتبت عن «الصعايدة»، أصل التنمية بنفس المكان الخميس الماضى، وكيف أنهم يعانون نقصاً بالتعليم والخدمات والتنمية، وأنهم ينمون قراهم بمعزل عن الحكومة - وكل الحكومات - وأن رؤساء الجمهورية وكل المسئولين نسوا أو تناسوا الصعيد الذى هو أصل مصر والمصريين.

ولا أنسى ما نسيت كلمات السياسى الراحل المهندس أحمد عبدالآخر، محافظ الجيزة سابقاً، عضو الاتحاد الاشتراكى، ثم الحزب الوطنى المنحل عندما قال لى «أصعب لحظات حياتى حينما خذلنى إخوانى  وخلانى وأبناء العمومة الصعايدة، عندما كلفنى الرئيس الراحل عبدالناصر عقب نكسة 1967 والهزيمة النكراء بعقد اجتماع يضم خيرة أبناء الصعيد وأعيانه لتدريبهم على السلاح وتوزيعه عليهم ضمن الجيش الشعبى والدفاع المدنى؛ تخوفاً من عواقب الهزيمة ودعوتهم بمحافظة الجيزة، وتحدثت إليهم وفجأة قام صعيدى ومن أقاربى للأسف وقال لى بالحرف الواحد «إحنا جاعدين ببيوتنا وبنزرع أراضينا فى أمان الله ولو جايين تعلمونا ضرب السلاح وإحنا أساتذة فيه يا بوى.. يا ولد العم خلى ولاد بحرى والقاهرة يدافعوا عن نظامكم لحدود القاهرة اللى منورة بيكم وبخدماتكم واهتماماتكم وقول لناصر لو اليهود تخطوا القاهرة وحدودها ساعتها هندفنهم حيين يا بوى؟ هو الحلو كله للقاهرة وبحرى، والحرب والتجاهل للصعيد وأولاده! والله ده حرام وما يرضيش ربنا عز وجل» وقلت له حقاً أنتم خذلتم الصعيد.

وقال المهندس عبدالآخر، ومن يومها تعلمت ما كنا نجهله من ثورة كامنة لدى أبنائنا الصعايدة، وبدأت أطالب بتنمية الصعيد، ولا حياة لمن تنادى، أنا شخصياً تعلمت من هذا الصعيدى.

وعندما سافرت مع أسرتى لمدة 6 شهور لمدينة نجح حمادى حيث عمل والدى وكيلاً لمدرسة نجع حمادى الثانوية، وحيث صعايدة قنا العظام ومجمع الألومنيوم المشروع الوطنى فى بداياته، وعشت خطوات استكماله كمشروع تنموى متكامل، ومنذ عدت للقاهرة وأنا أزور الصعيد وخلال عملي كصحفية كانت زيارة الصعيد أو المحافظات الحدودية كـ«الوادى الجديد ومطروح وأسوان وسيناء الشمالية والجنوبية» هى أملى وقمة سعادتى وبؤرة اهتمامى، والله كنت أفضل زيارتها عن السفر للخارج، وأتباهى وأفخر بذلك، وأعلنه على مرأى ومسمع من المسئولين، ويشهد على ذلك شخصيات مثل د. محمد عبداللاه، رئيس جامعة الإسكندرية السابق ود. زكريا عزمى ود. فوزية عبدالستار والسفيرة نائلة جبر وكثيرين وأنا معهم فى «جنيف عام 1989» ويتحدثون عن «البحيرة الشهيرة» فقلت لهم إن أى «قناية» فى قرى مصر لو جملناها واهتممنا بها لفاقت فى جمالها هذه البحيرة واذهبوا للصعيد والوادى الجديد، وهنا رحم الله والد السفيرة نائلة جبر الذى أيدنى فى ذلك تماماً.

وأستلهم من الماضى محطات مهمة، وأبكى على ما ضاع من وقت لم يتنبه إليه المسئولون والسياسيون وبعض الإعلاميين لأن أستاذنا إبراهيم سعدة كان مهتماً بالصعيد والمحافظات خارج القاهرة، ويفرد لها حملات وصفحات تلو الصفحات، أما الآن فلدى أمل كبير بثه لنا الصعيدى «حمام»، رمز العطاء والبناء وجسَّده الرئيس السيسى بقراره وهى خطوة جادة حاسمة فى تاريخه كرئيس دولة فى حياة الصعايدة كبناة مصر وأصل التنمية وتحية لهم على مدار التاريخ المصرى ودعوة لهم بأن يتقدموا مسيرة العمل الجاد والإنتاج المطلوب وليتصدروا المشهد، أليس هم أحفاد العقاد وطه حسين وأبناء محمد محمود ومحمود محفوظ والشيخ المراغى، على سبيل المثال فقط.

 ويا أبناء الصعيد اعيدوا بناءه كما كان، واصنعوا بأيديكم التنمية والحضارة والبناء كما قدمتوها للعالم أجمع يا من لديكم «الأقصر» والسد العالى ومجمع الألومنيوم أعيدوا كتابة التاريخ وعدلوا الجغرافيا.

وعلينا نحن أبناء القاهرة وبحرى أن نعيد قراءته بروح جديدة وعقل مفتوح، نحن جميعاً أخطأنا فى حقكم وحق تاريخنا وأصولنا وتجاهلنا كنوزكم وخلقكم وصبركم واتجهنا لـ«التوك شو» والنخبة الكدابة وصنعنا منهم بالونات هوائية كونت شللاً يحكمها مبدأ «مع الجميع ضد الجميع لصالح نفسها»، وأتوقع أن يضع المهندس شريف إسماعيل «خريطة الصعيد» أمامه، ويبدأ التخطيط الجاد مع كل وزير لتنمية جادة بالصعيد ولنضع نحن جميعاً زيارة الرئيس السيسى للصعيد وحوار الشيخ «حمام»، وسرعة استجابة السيسى دستوراً للتنمية، وهذا أمر سهل لو خلصت النوايا وقرأنا واستوعبنا ما هو الصعيد؟ ومن هم الصعايدة؟ وخلصت نوايانا.. وها نحن على أبواب شهر رمضان فليكن عطاؤنا جميعاً للبناء والعمل والنماء.

<>

كل نائب صعيدى يبدأ العمل الشعبى الجاد لتنمية الصعيد والسماع لأبنائه وأيضاً كل مسئول.