رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشجرة التي لا جذور لها لا تعيش, إنها قضية «الهوية والانتماء»، قضية العلاقة التي لا تنقطع مع الجذور، مع الأصل. إنها الأصالة في الانتماء الى وطن لا يُنسى ولا يُمحى من الذاكرة، ولا من الضمير. ولا من القلب والعقل خاصة.. الهوية وقضية الجذور، هي مثل الشجرة، فالشجرة التي لا جذور لها لا تستطيع أن تعيش. وإذا عاشت لا تستطيع أن تشمخ كثيراً في الأعالي الى كونها تُقتلع بسهولة. الجذور مهمة لكي تعرف هويتك، والناس الذين لا يعرفون جذورهم يضيعون. يستطيعون مثلاً أن يجمعوا المال والثروة والشهرة، لكنهم في داخلهم يبقون ضائعين.

إذا ما بدأنا بتعريف الهوية فلها تعريفات عديدة, فالهوية تعني جوهر الشيء وحقيقته ويعرفها الجرجاني في كتابه التعريفات: هي الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب. لماذا يتعلق المهاجر المصري بجذوره مهما طالت سنوات اغترابه؟ ولماذا يبقى أولاده وأحفاده على تواصل عملي أو وجداني مع «الوطن الأم»، ومع الضيعة أو البلدة، حيث وُلد الأهل والأجداد؟ لماذا العودة دائماً الى «الأصول» ، وهذا الحنين الدافئ الذي لا مثيل له. في ايامنا هذه اغلبية القرى والدواوير لا تحفظ ولا تحاول إحياء ذاكرتها التاريخية التي تؤسس لأصولها وجذورها, إذ يعتبر التاريخ مرآة تجسد بشكل اساسي ملامح الانتماء والهوية. وتعرف بالسلف من اجل ان يفهم الخلف اساس وجوده ويتعرف عن قرب على الملحمات البطولية والتاريخية التي رسمها هؤلاء, والتي تشكل الذاكرة الجماعية التي تغرس في اللاوعي الجمعي للجماعات عبر التاريخ, والتي تشكل صفحات لامتناهية لا في الزمان ولا في المكان لكي تبقى الحلقات مترابطة غير منقطعة ويعيد التاريخ نفسه في بعض اللحظات. وبالتالي يجب ان نؤكد دور الجميع في الاهتمام بالتاريخ المحلي, والذي يشكل لبنة ضمن لبنات تاريخ هذا الوطن...والهوية دائما مجموع ثلاثة عناصر: العقيدة التي توفر رؤية للوجود, واللسان الذي يجري التعبير به, والتراث الثقافي الطويل المدى.. أما الانتماء فهو أول وأهم الحاجات الى الارتباط بالجذور، والحاجة الى الهوية وإلى إطار توجيهى كى تكتمل الحاجات الإنسانية الموضوعية التى أصبحت جزءا من الطبيعة الإنسانية خلال عمليات التطور والارتقاء، والتى يحاول كل إنسان فيها السعى نحو الكمال وتحقيق الذات.

وأخيرا، فعلاقة الفرد بالمجتمع هامة في تحديد حريته وفي التماسك الاجتماعي نفسه. ولأن مسألة الوحدة الوطنية قضية هامة ومصيرية، فإن موضوع «الانتماء» من أهم الموضوعات الواجب تزكيتها دوما في مجال الحديث عن «الوطن» والمواطنة، وبالتالي حب الوطن وحمايته والدفاع عنه ﺇلى حد الفناء من أجله.