عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد..

أشعر دائماً وأؤكد أن «الصعايدة» هم بناة مصر.. بنوا الآثار وتركوها لنا، ونجنى نحن ثمارها وخيرها حتى الآن، وبل ونعيش من استثمارها وسوف تبقى لأولادنا وأحفادنا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وما زالت الأصول والتقاليد المصرية العريقة تسكن الصعيد حتى الآن. ويكفى أن «الصعايدة» حافظوا على خيرة أولادنا من رجال القوات المسلحة والشرطة خلال أحداث ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث مؤسفة وخلال ثورة التصحيح فى 30 يونيه وحتى الآن وفلسفة الصعايدة فى حماية حماة الوطن هى أن هؤلاء الضباط ورجال الأمن تركوا مدنهم وقراهم وحضروا لحمايتنا، فحق علينا حمايتهم، هؤلاء هم الصعايدة بأخلاقهم وتقاليدهم وعطائهم لأبناء المحروسة على مدار الزمان.

ويشهد التاريخ أن وراء كل مبنى ومشروع ناجح «صعايدة» تعودوا على العطاء والعمل الدائم بأقل الإمكانيات وأطول الساعات وبأقل أجر، لأنهم يأتون للعمل من قراهم ونجوعهم إلى القاهرة والدلتا دون أسرهم على الأقل فى البداية ويتفرغون للعمل فقط.. وللأسف عمل بلا أمل لأن الدولة تجاهلتهم قديماً لعشرات السنوات، ولا أنسى زيارة للجنة الخدمات بمجلس الشورى برئاسة العالم الراحل الصعيدى د. محمود محفوظ لقرى الإرهاب ومنها قرية «الحجيرات» التى أخرجت 17 إرهابياً عقب أحداث مقتل الرئيس السادات رحمه الله حينما أكد د. محفوظ أن غياب التنمية وفرص العمل والفقر والجهل والمرض يصنع ويصدِّر لنا الإرهاب.. وما زلنا حتى الآن نظلم الصعيد ونتركه بلا تنمية حقيقية، بالرغم من أنه أرض الخير وصانع الرجال على مر التاريخ.

وأتذكر قرية «البرج» بمحافظة بنى سويف والتى نمَّت نفسها بأبنائها وأموال زكاة أحد أبنائها العلماء بأمريكا وهو د. عاطف سلام العالم وطبيب الأوعية الدموية فى ملحمة شعبية رائعة.. وبمعزل عن الحكومة وتصريحات المسئولين وزفة الإعلاميين، إنها مبادرات شخصية تصنع التنمية بالتفاف صادق وإرادة شعبية.. وتجدد لدى الأمل فى إحداث تنمية شعبية جادة مثلما كانت لدينا وزارة تسمى «التنمية الشعبية» وتولاها آخر بناة مصر وهو الراحل المهندس عثمان أحمد عثمان والفريق يوسف صبرى أبو طالب أحد أبطال الحرب والسلام ورائد التنمية الشعبية وأنجح محافظى عصره جزاهما الله خير الجزاء.

تجدد الأمل عندما قرأت تقريراً عن صعايدة مركز «العدوة» بعروس الصعيد «المنيا» عندما حوَّل أولادها الأرض الصحراوية لأرض خضراء تزرع مخزوننا التاريخى من الكركديه والكركم والبردقوش والنعناع والبصل والثوم ووفروا 2200 فرصة عمل لقهر الإرهاب، وقاموا بتوليد الكهرباء وبيعها للحكومة.. إنها تنمية شعبية حقيقية صنعها من يحتاج إليها، وأدعو الله ألا تجد مصلحة الضرائب فى هذه الملحمة الوطنية الجادة وجبة شهية لجمع الأموال أو تتجه الأجهزة المحلية للاستيلاء عليها بحجة عدم استخراج تصاريح وتراخيص أو تحلو فى عين رجل أعمال ويشارك عليها جهاز ما.. أدعو الله أن يدعمها محافظ المنيا ووزير التنمية المحلية ويزورها أعضاء مجلس النواب وألا يبخل عليها علماء مراكز البحوث، ومن يعلم ربما تصبح هذه الأرض الخضراء ذات الطاقة الشمسية مثالاً للتنمية الشعبية بكل محافظات مصر.. إنها إرادة شعبية علينا دعمها بكل ما نملك لتصبح قاعدة ثابتة بأن «التنمية مسئولية كل مواطن»، وأن العمل أقوى من صراخ الإعلام وأعلى صوتاً من تصريحات المسئولين.

 

<>

تحية واجبة للدكتور العالم محمد لطيف عميد المعهد القومى للأورام، حيث يعمل بصمت ويتعامل بحس سياسى وقدرة هائلة تسابق الزمن فى بناء معهد أورام الشيخ زايد، وأيضاً تجديد وتطوير المعهد الأم لعلاج الأورام.. إنه نموذج للإدارة السليمة والسياسات الحكيمة، ويكفى أن المعهد عاد لماضيه المشرف ولم يتعرض لنقص أدوية أو تعطيل جراحات، بل زاد عطاؤه وسط أزمات الصحة ونقص الأدوية والسياسة الصحية المريضة الآن.