رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه دراسة أهديها معطرة بنور الإيمان إلى الأزهر الشريف وشيخه الجليل، بدأت الدعوة الإسلامية على قلب النبى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه الوحى قائلاً: اقرأ.. وبدأت المسيرة على جسر الزمن وكانت الكلمة الأولى فى حركتها الأبدية قول المولى عز وجل إلى نبيه: «وأنذر عشيرتك الأقربين» بدأ يواجه بدعوته بالحكمة والموعظة الحسنة شعاب مكة ما بين من آمن بها منذ لحظتها الأولى، أبوبكر الصديق وآل ياسر الذين خاطبهم الرسول وهم يعذبون ولكنهم يرتلون «أحد.. أحد» أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة، وكان من الأطفال على بن أبى طالب الذى افتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة ونام على فراشه: يجود بالنفس إذا ضن الشجاع بها، والجود بالنفس غاية الجود.

وبدأت كلمات الحق تنتشر عبر الدروب تماماً كأشعة الشمس ضوءاً ونوراً وإيماناً.. البداية كانت مع قومه ثم بدأت الدعوة تعلن عن جوهرها وبدأت تدخل القلوب وتصدق عليها العقول ومن مكة إلى المدينة والعودة إلى مكة و«إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجاً».

وحديثنا اليوم عن «عالمية الإسلام».

ارتبطت الدعوة الإسلامية بالدين الإسلامى، كانت الدعوة الأولى إلى النبى صلى الله عليه وسلم «وأنذر عشيرتك الأقربين» فكان الداعى وكانت الدعوة بداية إقليمية ثم سرعان ما انطلق صوت الإسلام يملأ ربوع الدنيا، وكما ارتبطت الدعوة بالدين، فقد ارتبطت بالشريعة أيضاً وهى آتية من عمق الدعوة ذاتها وفى شمولها.

وحين نتعرض لهذه القضية فإننا نشير - قبل كل بيان - إلى أنه لا تعارض البتة بين أن يدعو الإسلام إلى «وحدة فى الدين» وقيام «الحكومة العالمية»، إذ إنه لا يتعارض الأخذ بحكومة عالمية من أن يكون لكل شعب من الشعوب أنظمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأيضاً تشريعية بما يتلاءم مع ظروفه الخاصة، فى نطاق المبادئ الإسلامية العليا، ولا شك أن الدعائم التى قامت عليها العلاقات الإنسانية فى الإسلام خير ما يزكى عالميته:

أولاً: الإنسان خليفة فى الأرض، وأن الله سخر له من فى الكون وجعله تحت سلطانه.. «كلكم لآدم وآدم من تراب»، و«لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى» و«وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا».

ثانيا: الناس جميعاً أمة واحدة فى عين الإسلام، «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» والأخوة فى الإسلام بجانب الأخوة الدينية هى «الأخوة الإنسانية»: «والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه»، وتعاليم الإسلام فى السلم كما فى الحرب: «ما بال أقوام جاوز بهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية، ألا لا تقتلوا الذرية ألا لا تقتلوا الذرية». ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لجنده:« سيروا باسم الله فى سبيل الله، واقتلوا أعداء الله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تنفروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا»، «ولا يعترض أحدكم أسير أخيه فيقتله».

من الأصول الثابتة فى الإسلام أنه «رسالة عالمية» فى المكان والزمان نسخت ما قبلها وما عاصرها من شرائع ونتيجة لهذا التصور فإن أحكام الشريعة الإسلامية واجبة التطبيق دون غيرها فى سائر أنحاء العالم وإلى أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

وجاء القرآن الكريم - دستور المسلمين - مؤكداً ما عرضناه وشرحناه: «قل يا أيها الناس - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغة القرآن - إنى رسول الله إليكم جميعاً».

«وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً».

«هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله».

«تبارك الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً».

«إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين».

«إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين».

«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

ونفتح بعد ذلك صحائف من نور لهؤلاء من الأجانب ومن شتى الدول الذين اعتنقوا الإسلام، ثم نتوجه بما قرره المستشرقون تدعيماً لعالمية الإسلام.

وآخر دعوانا نردد ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى عن الأزهر الشريف:

قف فى فم الدنيا  وحيى الأزهرا

وانثر على سمع الزمان الجوهرا