رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكرنى مشهد الانتخابات الرئاسية فى فرنسا بما حدث فى انتخابات الولايات المتحدة، وخاصة بعدما قرأت تصريحاً لدونالد ترامب يشير فيه إلى أن أحداث العنف الأخيرة فى فرنسا قد تؤثر على الانتخابات فيها! إلى جانب أن هناك حكايات تتداول بين أروقة المقاهى عن تدخل روسيا على خط الانتخابات الرئاسية الفرنسية، مؤكدين أن موسكو تفضل «مارين لوبان». وهناك من يرى أن تصعيد «لوبان» يلعب لصالح إيمانويل ماكرون، خاصة أن معظم الفرنسيين لا يفضلون الوقوع فى براثن اليمين المتطرف، لذلك قد يختار الكثيرون «ماكرون» هروباً من «لوبان»، والطريف أن الحكايات تتناثر حول أن أجهزة الأمن قلقة من رؤية السيناريو الأمريكى يتكرر، وأن هناك تهديدات إلكترونية تشتد ضراوة على هامش الانتخابات.

وكل هذا يصب فى مصلحة ما يطلق عليه سياسياً الآن «الزلزال السياسى» بعد فوز مرشح «حركة إلى الأمام» إيمانويل ماكرون والجبهة الوطنية مارين لوبان، والذى أشعل المشهد السياسى الفرنسى. والطريف أن المتصدر المركز الأول «ماكرون» سيبقى من أكثر المفاجآت الانتخابية فى الجمهورية الخامسة، خاصة أن المرشح القادم بخطى ثابتة إلى الإليزيه تصدر المشهد الإعلامى منذ أشهر قليلة، وكان لا يزال مجهولاً إلى ما قبل ثلاث سنوات. إلى جانب إقصاء الحزبين الأكبر اللذين تقاسما السلطة منذ عام 1958. ولم يعد هناك اتجاه ناحية اليمين أو اليسار مع صدور النتائج فى المرحلة الأولى.

وفى الحقيقة إذا كانت الأيام المقبلة تعد الأصعب على «ماكرون» و«لوبان» فى حياتهما السياسية، فإن الفرنسيين يبقى الشعور الذى يراودهم أنه مهما كانت النتيجة، فإنها لن تكون أكثر جنوناً ما يتجهون لعيشه خلال الفترة القادمة، ومع ذلك يمكن استنباط العديد من الدروس من الدورة الأولى أهمها أن الفرنسيين من خلال الإدلاء بأصواتهم أظهروا رغبتهم فى تجديد الطبقة السياسية من خلال إقصاء الحزبين اللذين حكما فرنسا تقليدياً، بالرغم من أن لدى المتأهلين إلى الدورة الثانية إيمانويل ماكرون ومارين لوبان برامج مختلفة كلياً، وأن الانقسام التقليدى بين اليمين واليسار انتهى لكنه استبدل بآخر، والمبارزة بين شخصين هما على طرفى نقيض ستكون بمثابة فرصة لظهور انقسامات، ليتم استبدال مفاهيم اليسار واليمين فيها بأخرى تمثل رؤيتين متعارضتين للعمل العام، وهذا الأمر قد ينطوى على اشتباك كبير بين «ماكرون» و«لوبان» حول خيارات سياسية حاسمة.

وهناك تأكيد أنه إذا كانت «لوبان» تمثل التطرف اليمينى الذى يخشى جنونه الفرنسيون، فالبعض يرى أن «ماكرون» هو مرشح بنك الإرهاب والاستعمار «الروتشيلدى» الصهيونى، الذى موّل عصابات «الهاجانا» و«الأرجون» و«شتيرن» لإقامة الغدة السرطانية إسرائيل لتدمير العرب وإضعافهم؛ ويرون أن «ماكرون» هو «فالس» الحقيقى، فهو من قدم قانون العمل «الروتشيلدى»، الذى ظهرت ضده مظاهرات عارمة فى فرنسا ويومها «فالس» وقع اسمه عليه مع أنه قانون ليبرالى يهضم حقوق العمال مقدم من ماكرون والبنك «الروتشيلدى» الإرهابى الاستعمارى.

الأيام القادمة تؤكد أن التاريخ ربما يعيد نفسه لتصبح «لوبان» هى الطريق الممهد ليصل به «ماكرون» إلى الإليزيه كما فعل والدها من قبل عندما خسر الانتخابات الرئاسية، خاصة أن الكثيرين يعلمون أن «ماكرون» كان سيخسر الجولة إذا كانت أمام «فيون»! والطريق مهد خطوة خطوة عندما أبعد «فيون آلان جوبيه»، الذى كان الأوفر حظاً للحصول على تسمية اليمين فى آخر نوفمبر.

وأخيراً عندما ساعدت المشاكل القضائية التى أحاطت بالمرشح المحافظ فرانسوا فيون لتجىء «لوبان».. والسؤال الآن: هل سيدخل قصر الإليزيه «ماكرون» وهو من يراه البعض بأنه صوت الاعتدال والحس المشترك، والمدافع عن الاتحاد الأوروبى، ومنطقة اليورو، الليبرالى العولمى. أم سيقف أمام طموحه من يصفونه بأنه انتهازى يخدم مصلحته، وليس جديراً بالثقة، ويفتقر للخبرة السياسية العريضة، وتأتى الرياح بما تشتهى روسيا، وضد رغبة ومصلحة «روتشيلد» وتفوز «لوبان» على «ماكرون؟!