يوم الاثنين الماضى 20 مارس كان يوم السعادة العالمى.. والسعادة هى مرحلة من مراحل الرضى بين الناس أولاً وبين الشعوب وحكامهم ثانيًا.. والسعادة شىء قد يكون نسبيًا مختلفًا من شخص لآخر لكن حالة الرضى العام عن أداء المسئولين هى بداية السعادة التى يشعر بها المواطن.
وفى المؤشر العالمى جاءت كالعادة دولة الإمارات الأولى عربية ومن ضمن 25 دولة متقدمة على مستوى العالم.. ولأن الشعب الإماراتى لديه حكام لا يشغلهم شىء إلا إرضائه وتطوير الحياة فى بلده لذا شعر الناس هناك بالقناعة ثم السعادة وحققت الإمارات المعادلة الصعبة فى المنطقة وأصبحت صاحبة مبادرات تنموية مهمة فى العالم والمنطقة العربية من أجل ترسيخ تجربتها التنموية الفريدة والتأكيد عليها وحمايتها.
وأصر حكام الإمارات على إيجاد وزارة للسعادة وأخرى للتسامح وهما مبدآن مرتبطان ببعضها فالمجتمع السعيد والراضى بالطبع هو متسامح ويمد يده لكل محتاج مهما أساء إليه والتسامح هو أحد أهداف حقوق الإنسان فكل الشعوب التى تتمتع بجميع حقوقها الإنسانية تشعر بالرضا والقناعة والسعادة وتكون متسامحة ولنا فى الدول الاسكندنافية مثلاً حيًا على ذلك.
ومن الصدف أن اليوم العالمى للسعادة جاء مع حضور وفد من هيئة آل مكتوم الخيرية إلى مصر هذه المؤسسة التى يقودها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وزير المالية الإماراتى أحد رواد العمل الحضارى فى المنطقة العربية.
هذا الوفد جاء لافتتاح عدد من المشاريع التنموية فى صعيد مصر وأطلق من أسوان حملة قلوب رحيمة وهى حملة تشمل محافظات أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط فى مرحلتها الأولى وتهدف إلى دعم وتنمية الأسر الأكثر فقرًا فى هذه المحافظات من خلال مشروعات تنموية متكاملة بجانب الدعم العينى المتمثل فى كسوة الصيف وكرتونة رمضان وكسوة العيد لهذه الأسر بجانب ترميم المنازل والمدارس فى عدد من قرى الصعيد.
وتقوم الهيئة بتمويل المؤتمرات العلمية التى تنظمها الجامعات والمؤسسات العلمية من أجل تبادل الخبرات وتقديم حلول للمشاكل المزمنة فى المنطقة العربية وليس مصر والإمارات فقط كما قال لنا عضو مجلس أمناء الهيئة ميرزا الصايغ وقال إن الهيئة قررت إنشاء بنك للأفكار تتلقى من خلاله أفكار الشباب لمشروعات تنموية ويتم من خلال الهيئة تنفيذها فى مختلف أنحاء مصر وسوف يتم الإعلان عن هذا البنك وكيفية التواصل معه خلال أيام.
فالشعب الإماراتى وصل إلى السعادة بفضل هؤلاء الحكام الذين أحبوا الشعب وقرروا أن يحققوا له التنمية الدائمة وكان الأسهل على حكام الإمارات أن يفعلوا مثلما فعل القذافى عندما أهدر ثروات ليبيا أو مثلما فعل صدام حسين فى العراق وتركا شعبين يرزحان تحت الفقر والتشرد والإرهاب.
لكن حكام الإمارات أرادوا طريق الخير لشعبهم وأردوا إسعاده بعد أن قرروا الاتحاد طواعية فى دولة واحدة وكان لهم ما أرادوا وأصبح الشعب الإماراتى من أسعد شعوب العالم والأكثر رضا عن أداء حكامه بل أمتد الخير الإماراتى إلى دول العالم كله.
فنحن مطالبون بدراسة الحالة الإماراتية.. وندرس كيف تم استغلال ثروات الشعب الإماراتى وتعظيمها وتطوير مناحى الحياة فيها ليس عيبًا أن نتعلم من الآخرين فهم لا يخجلون عندما يتحدثون عن أن من علمهم هم أساتذة مصريون ودائمًا يقولون إننا لا ننسى فضل الشعب المصرى.