رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع التدهور المطرد فى القضية الفلسطينية، تداعت شخصيات ومؤسسات وطنية فلسطينية، من شتى ألوان الطيف، لعقد مؤتمر وطنى عام لفلسطينيى الخارج، عُقد فعلاً فى أسطنبول، فيما بين 25 و26 فبراير الماضى، وضم الآلاف، تحت شعار «مشروعنا الوطنى طريق عودتنا». وحسب المؤتمرين، فإن هذا المؤتمر جاء «من أجل تفعيل دور فلسطينيي الخارج، في معادلة النضال الوطنى الفلسطينى.. وحق العودة». فأكد وأيَّد، وشجب، ما شاء للمؤتمر أن يفعل.

الملاحظات على المؤتمر لا تمس مكان انعقاده، فلطالما رفضت دول عربية عقد مثل هذه المؤتمرات فوق أراضيها، ولا يزال طرياً فى أذهاننا المؤتمر التأسيسى لحقوق الإنسان العربى، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، الذى لم يجد دولة عربية تحتضنه، فاستضافته الجمهورية القبرصية!

لكن، بعد الفشل المديد لسلطة الحكم الإدارى الذاتى المحدود، وبعد موت «اتفاق أوسلو» بنحو خمسة عشر عاماً – حين اجتاح آرييل شارون الضفة الغربية - غدت المراجعة النقدية للمسيرة الوطنية الفلسطينية أكثر إلحاحاً، من أى وقت مضى. كما أصبح ضرورياً رد الاعتبار إلى الهدف الاستراتيجى للكفاح الوطنى الفلسطينى، المتمثل فى «تحرير فلسطين». بينما لا مفر من تجريم المفاوضات مع عدونا الإسرائيلى، فى غياب ميزان قوى عربى يُعتد به، ومع استمرار خوض الإسرائيلى صراعه معنا، وفق معادلة صفرية: إما نحن وإما هو، أى أنه لا ينبغى تسوية، بل يعمل من أجل تصفية الشعب الفلسطينى، وقضيته الوطنية. ولعل الخسائر الجسيمة التى جنيناها، منذ نحو ربع قرن من المفاوضات مع ذاك العدو، تؤكد البديهية التى لطالما أشارت إلى أنك لن تحصل فى المفاوضات أكثر مما تساوى فى ميزان القوى، وليس بقدر ما تتمنى، أو تتوهم!

فى العاصمة الإيرانية، طهران، وبمبادرة من الحكم الإيرانى، انعقد مؤتمر، توالى فيه الخطباء، بينما جرت فعاليات المؤتمر، وفق شعاره، لدعم انتفاضة الشباب الفلسطينى، التى اندلعت، منذ أول أكتوبر 2015.

هكذا، يتم تقسيط قضيتنا الوطنية، والتعامل الجزئى معها، مكتَفين بالعَرَض دون المرض، المظهر دون الجوهر، مديرين الظهر للُبِّ القضية، مهتمين بالزعنف والذيول فحسب!

وبعد، فنحن أمام شعب واحد، وعدو واحد، وبالتالى برنامج واحد. وإذا كان فلسطينيو الخارج قد هُمِّشوا، منذ عقود، فإن فلسطينيى الداخل ليسوا أحسن حالاً. والمساهمة فى صنع القرار السياسى الفلسطينى لن تحل المشكلة، خاصة أن هذا القرار لا يصنعه إلا رجل واحد، اختطف «منظمة التحرير الفلسطينية»، وارتهنها، واختزلها فى شخصه. وأتمنى ألا نستمر فى التعامل مع قضيتنا الوطنية بالتقسيط غير المريح.