رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

العقلانية تستدعى التحلق حول دعوة الحوار التى حملها وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الصباح إلى طهران الشهر الماضى، لا سيما وأن إيران سارعت فمدت يدها إلى دول الخليج من أجل التعاون معاً وبحث قضايا الخلاف والاتفاق على مستقبل المنطقة والحفاظ على استقلالها. ويهم إيران إصلاح الجسور مع دول المنطقة لا سيما وهى تواجه الابتزاز الأمريكى وتبحث عن مخرج منه دون أن تهادن أو تخضع. ومن ثم لجأت إلى محيطها العربى والإسلامى فى محاولة لإعادة إمكانية التعايش مع دول المنطقة للخروج من دائرة الحظر، وهو أمر سيصب فى صالح الجميع وسيؤدى إلى إحراز التفاهم بين أطراف المنطقة ويمثل بالتبعية جبهة إنقاذ للطرفين العربى والإيرانى أمام التربص الأمريكى.

ليس من الصالح الاستمرار فى شيطنة إيران والتحريض الطائفى والمذهبى ضدها، فهذا لن يفيد أحدا بل على العكس سيؤزم الأمور أكثر وأكثر ويحشر العرب فى الخندق الإسرائيلى، وليس من الصالح استخدام الدين والإعلام للتحريض ضد إيران وتكفير أبنائها، لأن هذا سيؤدى بالتبعية إلى إشعال الطائفية العرقية وهو ما سيقود إلى تقسيم المنطقة وإدخالها فى صراعات سنية شيعية. بل وسيصب هذا فى صالح الأجندة الصهيوأمريكية التى تتطلع إلى تقسيم دول المنطقة وتجزئتها من خلال استغلال التناقضات المذهبية فى المنطقة والاقليم ليؤدى هذا فى النهاية إلى اشاعة الفوضى وترسيخ الصراع المذهبى.

ليس من الحكمة التماهى مع أمريكا وإسرائيل فى محاصرة إيران فى محاولة لإسقاطها من معادلة المنطقة، فإيران ليست لينة العريكة وبالتالى ليس من السهل محوها من خريطة الشرق الأوسط. ولهذا يجب مد اليد إلى إيران والتجاوب معها فى استجابتها لدعوة الحوار لا سيما بعد أن بادر الرئيس روحانى بزيارة الكويت وعمان فى 15 من الشهر الجارى فى محاولة منه لتبديد المخاوف وتطويق الحرب الباردة بين بلاده ودول الخليج. لقد جاءت الزيارة لإثبات حسن النوايا والإعلان عن الرغبة العارمة لإيران فى تبديد مشاعر القلق لا سيما وأن الرئيس روحانى اعتبر أن العلاقات الطيبة مع الجيران وأمن الخليج تعد ركيزة لسياسات بلاده فى المنطقة التى تتطلع إلى إيجاد وحدة أكبر بين السنة والشيعة وتجاوز ما وصفه بفوبيا إيران.

زيارة روحانى تعكس رغبة إيران فى إجراء حوار مع السعودية لجسر الهوة بين الدولتين وإنهاء المشاكل المعلقة بينهما لا سيما وأن إيران قد أكدت ضرورة حسن الجوار بين الحضارات كسبيل لإنهاء الصراع. كما أن الزيارة تأتى لتؤكد رغبة إيران الصادقة فى إجراء مصالحة مع الدول العربية لا سيما الخليجية تثبت معها أنها غير معنية بالتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة، ولهذا فإن التحرك الكويتى العمانى والسعى الإيرانى يمكن أن يكون الآن بداية نحو ترميم العلاقات وجسر الفواصل العميقة بين الخليج وطهران.

ما تشهده المنطقة من تحديات تلزم إيران والدول العربية بتحسين علاقتهما، ولهذا لابد أن يتجاوب العرب مع تحركات روحانى نحو التقارب، بحيث لا تغلق الأبواب أمام مصالحة تفتح المجال للتفاوض وصولاً إلى إنهاء الحرب اليمنية وتخفيف حدة الصراع فى الأزمة السورية. ولا شك أن العرب اليوم فى أمس الحاجة إلى الافاقة وإلى لحظة وعى من أجل الحفاظ على أطر العروبة باعتبارها خطاً أحمر لا يمكن المس به أو زعزعته، ومن أجل وقف كل أشكال التشرذم ودحر كل مبادرات اشعال الحرائق التى ينتهجها البعض. وفى النهاية أقول آن الأوان لعودة العلاقات بين مصر وإيران، وألا تظل العلاقات مقطوعة بدعوى مراعاة لدول خليجية هى نفسها تقيم علاقات مع طهران وترتبط معها بمصالح اقتصادية فى الأساس.