رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع بداية الربيع تهفو نفوسنا للزمن الجميل والرومانسية المفقودة وسط إيقاع العصر الصاخب والأحداث المتلاحقة التى أدت لتراكم طبقة من الصدأ على القلوب فأعمتها عن رؤية الجمال وقتلت معانى الحب الصادقة، ومن عشاق الزمن الجميل أ. د. حجاجى إبراهيم، رئيس قسم الآثار بجامعة طنطا، حيث  يطوف بنا فى عالم الرومانسية فى محاضرة عنوانها «مدخل إلى حضارة النوبة» أعدها للعرض والمناقشة فى مؤتمر آثار وثقافة النوبة الذى  يستضيفه  المجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا المصرية ، فالحدث الأبرز الذي يلفت انتباه السائحين هو تعامد الشمس مرتين كل عام على وجه الملك الفرعوني يومي مولده وتتويجه، فتحتفل محافظة أسوان بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبو سمبل، لا تزال ظاهرة تعامد الشمس تحير العلماء فى المجالات المختلفة، ويصبح سر صناعة هذه الظاهرة الفلكية الإعجازية، التى يحتفل بها السائحون وزوار معبد أبو سمبل مرتين كل عام لغزًا كبيرًا.. وتعد الظاهرة من أهم المظاهر،بحسب ما ذكر موقع الهيئة العامة للاستثمار، والتي تميز معبد أبوسمبل عن غيره من معابد المصريين القدماء دخول أشعة الشمس في الصباح المبكر إلى مكان بداخله يسمى «قدس الأقداس» ووصولها إلى التماثيل الأربعة، فتضئ هذا المكان العميق في الصخر والذي يبعد عن المدخل بحوالي ستين متراً.

في الساعة السادسة وخمس وعشرين دقيقة في يوم 21 فبراير، أو الساعة الخامسة وخمس وخمسين دقيقة في يوم 21 أكتوبر من كل عام يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك «رمسيس» فيضًا من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكونًا حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس. تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها.

إن أي مشاهد إذا لم يراقب سقوط أشعة الشمس هذه يساوره شك في أثرها القوي المحسوب بدقة حسب علم الفلك والحساب عند قدماء المصريين، حيث حُسب بدقة ووجه نحو زاوية معينة حتى يتسنى سقوط هذه الأشعة على وجوه التماثيل الأربعة. إن معبد أبو سمبل هو أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم ، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة . فقد نحت في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل في موضع غاية في الجمال. ففي الساعة السادسة وخمس وعشرين دقيقة في يوم 22 فبراير بالضبط من كل عام يتسلل شعاع الشمس في نعومة ورقة كأنه الوحي يهبط فوق وجه الملك «رمسيس» ويعانقه ويقبله، فيض من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد المهيب، إحساس بالرهبة والخوف، رعشة خفيفة تهز القلب، كأن الشعاع قد أمسك بك وهزك من أعماقك بقوة سحرية غامرة، أي سحر وأي غموض يهز كيانك وأنت تعيش لحظات حدوث المعجزة، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس، أليس غريبًا حقًا ألا تتغير حسابات الكهان والمهندسين والفنانين ورجال الفلك المصريين عبر مشوار من الزمن طوله أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمائة سنة، لكن تبقى المعجزة.. إذا كان يوما تعامد الشمس مختارين ومحددين عمدًا قبل عملية النحت.. لأن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك.. وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق.. بجانب المعجزة في المعمار بأن يكون المحور مستقيمًا لمسافة أكثر من ستين مترًا ولا سيما أن المعبد منحوت في الصخر ؟! وأتحدى الآن مهما كان هناك تطور تكنولوجي أن يصل أحد لمثل هذه الحضارات لأنها حضارة إعجاز.