رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أبدأ حكايتى بتعريف وتوصيف للمثقف، حتى أوضح ما هو التخريب الفكرى وأحاول الوصول إلى حل لمنع هذا التخريب، لأن تخريب الفكر دائماً يستخدم مع المفكر والمثقف... فالمثقف ما هو إلى بناء راقى التنظيم من المفاهيم التى تجعله يمتلك أدوات تغيير الواقع ليتغير هو فى مجرى تغيره له... ومما لا شك فيه أن قضية التغيير الارتقائى ليست أمراً سهلاً، حيث يحتاج ذلك النوع من التغيير إلى إعادة الصياغة للمنظومة الفكرية للأفراد والمجتمعات والشعوب والتغير الارتقائى لا بد أن يقوم على الفترة الرافعة الحضرية لأى مجتمع والتى تتمثل فى التزاوج بين التيارات الثقافية والفكرية ليتحقق هدف اجتماعي ثقافى راقٍ هو «قبول الآخر» وعلى الرغم من الانتشار الثقافى الذى يحدث الآن بسبب ثورة المعلومات والاتصالات، والذى أدى إلى التقليد الأعمى لأنه يجد أحياناً البيئة الخصبة للانتشار تجده فى حالات كثيرة يواجه مقاومة الانتشار على أساس أن هناك تيارات تحمل دماراً ورعباً شديداً لمجتمع أو لآخر، والذى يتتبع ما  يحدث فى جميع المجتمعات والشعوب يجد انها تعانى قلقاً سخيفاً يصل إلى الرعب من انتشار الارهاب والعنف كوسيلة للتغيير الاجتماعى والوصول للأهداف. وأخيراً انتشار المخدرات والإيمان الذى أصبح الآن مصدر إزعاج شديدا لجميع الدول والشعوب.. وأما عن التخريب الفكرى يقول المفكر المصرى «عباس العقاد» إن الأمة قرات ففكرت فقدرت، وإن دولة الفكر تصبح دولة الحكم، بل تقودها ويعنى ذلك أن الدولة التى تبقى  عبر العصور وتحافظ على كيانها، لا بد أن تبدأ بالتربية الجمعية لتحقق لأفرادها قوة الجسم ثم تولى أهميتها الشديدة بالتعليم لتحقق لأفرادها قوة العمل الذى يمارس التفكير العلمى المنهجى المنظم وعلى الأمة تتربع قوة الايمان الذى هو محصلة عناية لقوة الجسم والفعل معاً... وليس الايمان قرآناً نحفظه عن ظهر قلب ولا أحاديث نرددها وانما هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.. وأعنى بذلك أن التدين المنقوص هو الذى يؤدى إلى مخاطر سوء فهم الدين لا سيما بين الجاهلين وأنصاف المثقفين وقوة الايمان الحقيقية تظهر فى الاهتمام بالعلم والتعليم. 

«اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم» صدق الله العظيم.

وتلك الآية الكريمة هى بداية القرآن، فيجب أن نحققها فى محو الأمية بأنواعها المختلفة الأمية الدينية، الأمية الاستهلاكية، الامية الهجائية المرتبطة بالقراءة والكتابة ثم أمية الثقافة والمعرفة والمعلومات.. ومصطلح التخريب فى معناه المطلق يعنى الرماء أو الهدم أو إحداث شرخ فى نظام ما فيضعف من كفاءته فى تأديته لوظائفه.. لذا فإن التخريب الفكرى ما هو إلا عملية مباشرة أو غير مباشرة تحدث ثقباً فى العقل أو الوعى لمن يستقبل مجموعة من الأفكار الهدامة أو القيم السلبية أو الاتجاهات المعتادة للمجتمع والنظام الاجتماعي وبصفة عامة فقد أكد معجم لسان العرب أن التخريب يعنى الفساد فى الدين.. وهذا أن يقتنع الفرد بتفسير شيء يريد أن ينفرد به، وهذا هو التعصب الأعمى فى تفسير الدين والتركيز على القضايا التى تحدث انشقاقا بين الأفراد تحت ستار الدين.. والتخريب الفكرى إذاً ممكن تعريفه على أنه نشاط موجه يؤدى إلى فقدان العمار والعمران وأعنى به نشاطاً موجهاً لعملية طرح الأفكار الهدامة فى مجال ما من مجالات الفكر والحياة، والتى ترتدى ثوباً لا ينبئ عن طاقة الهدم فيها، لعملية إقناع شاب ضعيف الشخصية وضعيف العقل باستخدام الضرب والتفجير وإقناعه بأن ذلك تطبيق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ومن رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع  فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» يمثل إساءة لاستخدام الدين لذا يجب دائماً أن نعمل أن تحصين العقول والشباب من التخريب الفكري.