رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أكتب إليكم هذه الكلمات.. بعد عودتى من جولة فى السوق لشراء احتياجات البيت.. وأقول لكم بكل ثقة.. إن ما يحدث فى السوق المصرى ليس مجرد غلاء أسعار.. بل هو كفر.. بكل ما تعنيه الكلمة من معانى!

فاليوم.. ولأول مرة فى حياتى.. أشترى كيلو «البانيه» بسبعين جنيهاً!

أما السمك البلطى فقد اشتريته.. بزيادة عشرة جنيهات فى الكيلو الواحد!

وهى كما ترى أسعار.. تذهب العقل.. وتفلس الجيب!

والآن اقرأوا معى هذه الحكاية العجيبة.. التى قرأتها بقلم الكاتب أسامة الألفى.. والتى نقلها عن المواطنة العراقية سارة السهيل.. فبرغم أنها قد تكون قصة عادية.. ولكنها غيرت أسلوب حياة البريطانيين إلى يومنا هذا:

فى٢٣ تموز من صيف عام ١٩٦٩، نزلت امرأة بريطانية، فى لندن العاصمة، إلى السوق لشراء حاجاتها، ومن عادة النساء هناك أن يقمن بكتابة قائمة بمشترياتهن وحمل مبلغ من النقود بقدر ما تحتويه تلك القائمة، فوجئت تلك السيدة عندما أرادت شراء السمك، بأن سعره مرتفع بأكثر من ٣٠%، وأن ما تحمله من نقود لا يكفى، فغضبت وقررت الذهاب فوراً إلى مجلس العموم «النواب» وكان قريباً منها، توجهت إلى هناك ودخلت مباشرة إلى باب قاعة المجلس أثناء انعقاده وطلبت مقابلة النائب الذى كانت قد انتخبته، حاول الحراس عبثاً إقناعها بأن المجلس فى حالة انعقاد، وبإمكانها الانتظار إلى أن يحين وقت الاستراحة، ولكنها أصرّت على مقابلته فوراً، وبدأت بالمناداة على النائب بأعلى صوتها حتى لفتت انتباه رئيس المجلس، وما كان من الرئيس إلا أن قام من مكانه وتوجه إليها، وبكل احترام وهدوء سألها عما تريد، فقالت له إن لديها شكوى عاجلة تريد إيصالها إلى نائبها وكل النواب الآخرين، ودون أن يسألها عن ماهية شكواها قام فوراً باصطحابها إلى منصة المتحدثين وأعطاها الميكروفون وقال لها: تفضلى سيدتى تحدثى وكل مجلسنا آذان صاغية.

أمسكت المرأة الميكروفون وقالت:

من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمى، أن نعيش فى جزيرة وحولنا البحر، ونملك أساطيل صيد تجوب المحيطات، ولا يمكننا تناول وجبة من السمك لارتفاع سعره، لقد انتخبناكم لتكونوا عوناً لنا على تجار البلاد الجشعين، والتفتت إلى نائبها وقالت له أنا لم أنتخبك لتقف مع هؤلاء الحمقى الجشعين، قالت كلماتها تلك ورمت الميكروفون وغادرت غاضبة.

أتدرون ما حدث بعد ذلك وفوراً؟

أول ردة فعل كانت من النائب الذى وجهت إليه حديثها، فقد قدم استقالته لرئيس المجلس قبل أن تصل المرأة إلى باب القاعة!

ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا، فإن وجبة السمك مع البطاطا تعتبر أرخص وجبة فى بريطانيا!

والآن.. ترى هل يأتى علينا اليوم.. الذى يكون لدينا فيه برلمان كمجلس العموم البريطانى.. ونواب لديهم ضمير وإحساس وطنى كنوابه المحترمين؟!