رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في بورصة الضمائر والأخلاقيات المتحوله تعرض ماسبيرو بحجره وبشره لهجمة شرسة من مقاولي المواقف الذين ينصبون خيامهم حيث تهب رياح المال والمصالح  .. في مصر حالة من الغوغائية الإعلامية سمحت لأنصاف المثقفين أن يعتلوا منصات البيع ويروجوا لبضاعة فاسدة  ، نعرف أن البضاعة الفاسدة قد تكون سلعة نأكلها أو نستخدمها – أما أن تكون البضاعة هذه المرة ناس لحم ودم فهنا يجب التوقف وتأمل هذه الجرأة التي ترقى الي حد الحماقة والخسه عندما يتساوي أكثر من ثلاثين الف إنسان بالحديد والسيراميك .. اتحاد الإذاعة والتلفزيون كيان كبير وله تاريخ وواكب خطابه الإعلامي أدق وأخطر مراحل تاريخ هذا البلد من ثورة يوليو وحرب السويس وبناء السد العالي وثورة التصنيع وحرب 67 وحرب الاستزاف  ثم العبور في 73 وصولا الي ثورة 25 يناير 2011 .. حالة الإنفجار الإعلامي التي صاحبت مئات القنوات الفضائية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي واكبها ماسبيرو في البداية وكانت لقنواته التلفزيونية ومحطاته الإذاعية تأثير كبير علي تشكيل الرأي العام والتعبير عن تطلعات الجماهير الي أن تربص الطامعون والطامحون بهذا الكيان وانطلقت العشرات من القنوات الفضائية الخاصة التي اجتذبت اليها اهم الكوادر العاملة بماسبيرو من اعلاميين وفنيين  . مايمكن استخلاصه في هذه اللحظه أن ضعف ماسبيرو كإعلام شعب يمول من ميزانية الدولة تقع مسئوليتة علي القيادة السياسية من عشرين عاما علي الأقل وحتى الآن وليست مسئولية العاملين .. مسئولية من فتح ماسورة التعيينات بلا حدود ولا معايير مهنية ؟ مسئولية وزير جلس قرابة العشرين عاما يدير هذا المبني بعقلية أمنية عشائرية أصابت هذا الصرح الكبير بالجمود وتيبست بداخله مفاصل الابداع وقتلت في نفوس الجميع روح المبادرة .. ضعف هذا الصرح مسئولية مؤسسات الدولة التي عاشت علي خدماته ودعايته المجانية لها ولأنشطتها كإعلام عام وخدمي وعندما ضعف أمام فيضان القنوات الخاصة تملص منه الجميع وعلي رأي المثل " اكلوه لحم وباعوه عضم " ومما يرثى له أن كبار رجال الدولة من وزراء ومسئولين يهربون من استضافتهم في ماسبيرو مفضلين أن تعنفهم وترمي القفاز بوجوههم مذيعه ثعبانية هنا أو مذيع مدهنن هناك   ..اما الذين يدعون ابناء ماسبيرو اليوم للبحث عن شغلانه تانيه فالدعوة خبيثه من نفوس أكثر خبثا لم تعد تنحني إلا للمال وأهله – وأسأل من يطلبون هدم ماسبيرو فوق جثث العاملين به – كم مليار جنيه تخسر الصحف القومية سنويا وتكلف الدولة خسائرها ؟ كم مليار جنيه يخسر مترو الأنفاق كخدمة عامة سنويا ، وهل نغلقه لأنه يخسر ونحرق قطاراته ؟ كم مليار جنيه تدفع رواتب لعاملين لاحاجة لهم بوزرارت التعليم والصحة والتضامن الاجتماعي والعدل ؟ هل نلغي هذه الوزارات ونعرض الالاف من موظفيها في المزاد للبيع ؟ كم مليار جنيه تكلفت الدولة لدعم الصادرات التي لم تزد وذهبت هذه المليارات لجيوب أصحاب الحظ والحظوة ؟ لماذا لم نسمع غربان إعلام الغفلة يطالبون بتطبيق ضريبة الارباح الرأسمالية والضريبة التصاعدية ؟ وهل سكوتهم غفلة أم انها المصالح التي تربط الأجير بسيده ؟ السؤال الثاني لغربان مزادات الإعلام – ياتري هل منكم من هو على استعداد للعمل في ماسبيرو لانقاذه بنفس مرتب اكبر مذيعي ماسبيرو الآن ؟ اليس ماسبيرو هذا الذي ظهر معظمكم علي شاشاته ومعظمكم نام في حضن نظام ماقبل 2011 وعنما سقط رأس النظام قفزتم من السفينة  لتتلقفكم سفينة أهل التجارة والمال  بحديدهم الأصلب وحجارتهم الأكثر بريقا .. كنت أتمني أن لاتسمح الدولة التي ينتمي اليها ماسبيرو كمؤسسة عريقة بألا يتطاول علي هذه القيمه وهذا التاريخ  أقزام الزمن الرديء .. كنت أتمني أن يخرج مسئولا واحدا ويقول أن إعلام الشعب جزء من الشرف الوطني وأحد أهم أسلحة الأمن القومي إلا إذا كنا في زمن خصخصة الشرف والأمن وحينئذ  لاأملك إلا القول بأن لأهل ماسبيرورب يحميهم ..
[email protected]