رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لقد أصبح الإعلام فى عصرنا الحالى قوة رئيسية فى حسم الكثير من القضايا فى السلم والحرب، بل فى بناء الدولة وترسيخ أركانها والحفاظ على هيبتها ومكانتها، وبالتالى أصبح قوة يحسب حسابها تماماً كالقوة العسكرية والاقتصادية، وقد لعب الإعلام أدواراً كبيرة فى حياة الأفراد والجماعات، فكان يرفع أقواماً ويضع آخرين، حتى إن كانوا لا يستحقون هذه المنازل. ومع التطور التكنولوجى المذهل الذى شهده هذا العصر، وانفجار المعلومات وثورة الاتصالات، فقد تضاعفت أهمية الإعلام وكثرت أدواره بما طرأ على وسائله من تحسن وتطور كبير مكنه من أداء العديد من المهام، إضافة إلى أدواره التقليدية المعروفة، وكما كان للإعلام أدوار إيجابية فى مخاطبة الأفراد والجماعات وتوجيه سلوكهم، وتعزيز قيم إيجابية فى حياتهم، فقد كان له أدوار سلبية فى تزييف الحقائق وفبركة الأخبار خدمة لديكتاتوريات لها سطوة عليه بطريقة أو بأخرى، أو تحقيقاً لأهداف معينة بعيداً عن رسالته الحقيقية، ومع تلاحق التطورات وتصاعدها ظهر ما يسمى بالإعلام الجديد فى مضمونه ووسائله، فمن حيث المضمون والمحتوى انتقل من كيل المديح والسير فى فلك أنظمة ديكتاتورية، إلى إحداث التغيير والثورة فى بعض المجتمعات، كما حدث فى الوطن العربى، حيث كان لهذا الإعلام الجديد أدوار كبيرة فى التحشيد والتنسيق والتوجيه، ونجح الإعلام الجديد فى كشف العديد من التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان، كما يحدث فى الأراضى العربية المحتلة ومكن من إيصال صوت الحق إلى العالم، وقد كان لوسائل الإعلام الجديد أهمية كبيرة، حيث استطاعت هذه الوسائل اختراق وإسقاط كافة الحواجز مهما علا طولها واتسع عرضها، ولم يعد بإمكان مقص الرقيب أن يبعث بها، كما استطاعت هذه الوسائل أن تصل إلى المتابع على مدار الساعة من ليل أو نهار، وأن تبقيه على إطلاع على الواقع أولاً بأول، وكما أن للإعلام أهمية بالغة فى كل نواحى الحياة فإن له دوراً رئيسياً فى بناء الدولة، بل يشكل ركناً أساسياً فى بنائها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، بل يلعب دوراً رئيسياً وخطيراً فى بناء الإنسان الذى هو أساس المجتمع والدولة التى تسود هذا المجتمع، حتى قيل إن التليفزيون هو «الوالد الثالث» حيث أصبح للتليفزيون دور موازٍ - بل ربما يفوق - دور الوالدين فى تربية وتنشئة الأطفال وتحديد توجهاتهم الفكرية والثقافية وأنماط سلوكهم فى الحياة، لذلك فالإعلام أداة تغيير وحجر أساس فيه، خصوصاً مع زوال جميع الحواجز والعوائق من طريقة بفعل التطورات الهائلة المذهلة على وسائل الاتصال فى هذا العصر، إضافة إلى اضطرار كثير من الدول إلى تخفيف القيود عن الإعلام والإعلاميين، والتى كانت تحد من تحركاتهم وأدائهم لمهامهم، وقد أدى الإعلام الجديد من الأدوار ما لم يكن باستطاعة الإعلام التقليدى أداءه بسبب تنوع وسائله وتعدد وسائطه ومحتواه الذى ساهم المتلقى فى صنعه وإنتاجه، ولم يعد هذا المتلقى للإعلام سلبياً تجاهه، وبالتالى كان لهذا الإعلام دور كبير فى ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية التى كانت نادرة الوجود فى الإعلام التقليدى لذا يجب أن يكون الإعلام دائماً مرآة مسطحة وليست مقعرة ولا محدبة أى تنقل الحقيقة والحدث فقط.