رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن العلاقات بين الرئيس أوباما المنتهية ولايته، وبين الرئيس المنتخب ترامب سيئة للغاية. وكل منهما يكيل للآخر اللكمات من تحت الحزام. المعروف فى الرياضة أن الضرب تحت الحزام ممنوع -رياضياً- فماذا عن الضرب تحت الحزام سياسياً؟

لو كان الامر مقصوراً على علاقاتهما الشخصية ببعضهما لهان الأمر. ولكن، إذا كان الضرب بين أكبر دولتين فى العالم، فإن الأمر جد خطير. لقد وصلت حماقة أوباما إلى تهديد العلاقات الأمريكية الروسية، على قول من أنهم قد تدخلوا عن طريق المخابرات المركزية الأمريكية فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح الرئيس المنتخب ترامب. وبصرف النظر عما إذا كان هذا الاتهام جدياً أم كيدياً، فإن المسئول الأول فى هذا العبث الانتخابى هو أمريكا التى سمحت بالتلاعب فى الانتخابات، والأخطر من ذلك كله أن الرئيس أوباما لم يتورع عن تهديد العلاقات الأمريكية الروسية بطرده 35 دبلوماسياً روسياً من أمريكا، هذا التصرف من أمريكا لو كان فى ظروف أخرى لترتب عليه مخاطر كبيرة.

لقد أعجبنى كثيراً موقف الرئيس بوتين حين تفهم سريعاً أن القصد مما فعله أوباما هو إفساد العلاقات الطيبة بينه وبين الرئيس المنتخب ترامب، فإن الرئيس بوتين رفض أن يرد على أوباما بمثل ما فعل بطرد دبلوماسيين أمريكيين من روسيا واكتفى أنه قال لأوباما إنه لن ينحدر إلى هذا المستوى من سياسة المطبخ التى لجأ لها أوباما، ولكن بوتين قرر أنه سوف يحتفظ لنفسه بالرد المناسب حين يأتى الرئيس الجديد ترامب للتفاهم معه. وبالتالى فإن الرئيس بوتين صفع بذلك الرئيس أوباما صفعة قوية بإهماله إهمالاً كاملاً.

ويا ليت الأمر قد انتهى عند ضرب أوباما لترامب فى مجال العلاقات الروسية الأمريكية، وإنما نجد أمريكا غيرت سياستها على مدار سنوات عديدة من مساندتها لإسرائيل بامتناع الأول مرة عن استعمال حق الفيتو فى مجلس الأمن لصالح إسرائيل، لكى ترفض القرار الذى صدر بالفعل لمنع إسرائيل من بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، وبهذا اعتقد أوباما أنه سوف يترك العلاقات الإسرائيلية الأمريكية على أسوأ وضع، حينما يتولى ترامب مسئولية الحكم فى العشرين من هذا الشهر.

ليس هذا فحسب، بل وقد تزيد الرئيس أوباما بتكليف وزير خارجيته جون كيرى بأن يعلن أن أمريكا ترى من الضرورى حل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية على أساس إقامة دولتين، إحداهما لإسرائيل والأخرى للفلسطينيين. وهذه هى المرة الأولى التى تعلن فيها أمريكا منذ ثمانى سنوات هذا الرأى. وبالطبع فإن إعلان أوباما ووزير خارجيته هذا الأمر كان بقصد إرباك العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، برغم أن أوباما على يقين من أن علاقة ترامب بإسرائيل حميمية إلى حد كبير. ومع هذا فإن إسرائيل هى الأخرى تفهمت الوضع، فهى ترى أن أوباما يترنح وأن أيامه معدودة، وأن القصد من تصرفاته الإساءة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية التى كانت على مدار الزمن على أحسن وجه.

لقد ظهر أوباما على حقيقته، وهو الآن على استعداد بأن يضحى بالعلاقات الأمريكية الراسخة بينها وبين روسيا وكذا بينها وبين إسرائيل فى سبيل الإساءة للرئيس الجديد ترامب ووضعه فى موقف لا يحسد عليه. ولكن فطنة روسيا وذكاء إسرائيل وقفا حائلاً دون وصول أوباما لهدفه من الإساءة للرئيس الجديد ترامب، بوضعه العراقيل والمشاكل أمام الرئيس ترامب حينما يتولى مقاليد الحكم فى العشرين من هذا الشهر. وبهذا يظهر للجميع أن أوباما وترامب ضرب كل منهما الآخر من تحت الحزام، إلا أن أوباما الآن يترنح وسيقع على الأرض فى العشرين من هذا الشهر... وتحيا مصر.