رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أذكر جيداً أنى كنت ضيفاً على برنامج «كلام تانى» للأستاذة رشا نبيل، على قناة دريم، آخر أبريل الماضى، وأذكر أن النقاش فى الحلقة كان حول الجزيرتين، بعد أن أنهى الملك سلمان زيارته، التى دامت خمسة أيام وقتها إلى القاهرة!

وأذكر كذلك، أن عضواً فى مجلس النواب قد أجرى مداخلة تليفونية مع البرنامج، فقال ما معناه، إن المجلس سوف يبدأ على الفور مناقشة موضوع تيران وصنافير، الذى كان حديث الدنيا فى ذلك الوقت، ولايزال!

وكان قد قيل فى تلك الأيام، إن الحكومة سوف ترسل الملف كله إلى البرلمان، وأن للبرلمان أن يناقشه فى حرية كاملة، وأن ينتهى فيه إلى ما يشاء، بعد أن يخضعه لمناقشة موضوعية، لا تتأثر بشيء، وهى تتناوله .. وكان تقديرى أن الملف حين يذهب إلى مجلس النواب، سوف يذهب إليه، وهو «جاهز» بمعنى من المعانى، وأن البرلمان لن يكون حراً بما يكفى عند المناقشة، كما قد يتصور، لا لشىء، إلا لأن السلطة التنفيذية كانت لحسابات خاطئة لديها، قد حسمت القضية، أو شبه حسمتها، منذ الإعلان عنها فى لحظتها الأولى!

وكان رأيى، ولا يزال، أن البرلمان سوف يجد نفسه فى موقف لا يُحسد عليه، إذا ما جاء ليناقش الملف من أجل الوصول فيه إلى رأى نهائى، فهو إما أن ينتهى إلى أن الجزيرتين سعوديتان، ويعلن ذلك بالطبع على الرأى العام فى البلد، فيصبح متهماً، أمام قطاع لا بأس به من الرأى العام نفسه، بأنه، أى البرلمان، يساير الحكومة فيما أعلنته منذ البداية، وإما أن يصل من خلال النقاش الموضوعى جداً، شأن نقاشه فى الحالة الأولى، إلى أنهما مصريتان، فيضع السلطة التنفيذية فى حرج بالغ أمام نفسها، وأمام الرأى العام كله!

لكن العضو المتداخل مع البرنامج قال إن البرلمان لن يهمه شىء، إلا الحقيقة، والحقيقة وحدها، وهو يناقش، وأنه كبرلمان لن يعنيه فى شيء أن يتبين له أن الجزيرتين مصريتان، أو أنهما سعوديتان، مادام قد راعى الحقائق المٌتاحة، ولا شيء غيرها!

وتمنيت أن يحدث هذا فعلاً!

غير أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!

ذلك أن أبريل قد انقضى، دون أن يكون فى مجلس النواب حس ولا خبر للقصة كلها!.. ومن بعد أبريل جاء مايو، ثم يونية، فيوليو، وأغسطس، وسبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر، بغير أن يكون للموضوع أثر هناك!

وفى هذه الأيام، تعالت أصوات برلمانية تطلب مناقشة أوراق الجزيرتين فى المجلس، وتطلب دعوة كل الذين يمتلكون وثائق، أو دلائل، أو براهين تفيد النقاش، بمن فى ذلك الذين يتبنون وجهات نظر محددة، ومسبقة، فى شأن الجزيرتين!

ولا تعرف ما إذا كانت هذه الدعوات للنقاش جادة، وسوف يؤخذ بها بالفعل، بحيث تتحول من فورها إلى حركة على الأرض، أم أنها ستكون من نوع ما كان العضو المتداخل مع «كلام تانى» قد قطع به، ثم تبخر بعدها على مدى سبعة أشهر؟!

لا تعرف.. ولكن ما نعرفه، أن «النواب» حتى إذا بدأ نقاش القضية هذه الأيام، بالروح المجردة التى أشرت إليها، فسوف يبدو التوقيت خاطئاً، لأنه سيقال عنه، إنه بدأ نقاشه متأثراً بالأجواء بين البلدين من حوله، وهى أجواء لا يستطيع المرء أن ينفصل عنها وهو يناقش قضية كهذه.. فما بال البرلمان؟!

كل ذلك لأن البداية من جانبنا كانت خطأ، والمقدمات الخطأ تؤدى دائماً إلى نتائج من نوعها.