رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلوبنا تنزف على شهداء مصر المسلمين والمسيحيين الذين سقطوا غدراً فى حادث مسجد السلام بشارع الهرم وحادث الكنيسة البطرسية بالعباسية، ولا أتساءل هنا فى هذا المشهد من كتاباتى عمن فعل هذه الأفعال الحقيرة؟.. ولكنى أتساءل كيف تكونت وتشكلت عقليات مرتكبى هذه الجرائم؟.. وعندما نتحدث عن تكوين وتشكيل عقلية إنسان، فبالتأكيد نقصد قضية التعليم، لأننى أرى أن التعليم هو البداية لمواجهة هذا الإرهاب الأسود، فلو كان مرتكب حادث التفجير بالهرم تلقى علماً نافعاً منذ صغره ما وصل إلى الاقتناع الفكرى والنفسى لارتكاب هذه الجرائم، وكذلك مرتكب تفجير الكنيسة البطرسية فلو أنه تلقى التعليم القائم على السلام والأمن ومعنى الإنسانية ما سمح لنفسه بأن يقبل عملية انتحارية لكى يزهق نفوساً بريئة.

فكم من النساء الفضليات والأطفال البريئة استشهدوا فى حادث الكنيسة، وهم يؤدين الصلوات! ألم يتلق هؤلاء المجرمون تعليماً يحتوى على خصوصية كيان المرأة وخصوصية كيان الطفل؟.. لذلك فإننى أطرح هذه التساؤلات لإيمانى الشديد بأن المصدر الرئيسى لعمليات الإرهاب هو نظام التعليم ليس فى مصر فقط، بل أى دولة فى العالم، كما أن ظاهرة الإرهاب أظهرت الإنسان العربى وكأنه كائن جاهل ذو عقلية رجعية أمام المجتمع الدولى، وذلك بممارسته القتل والترهيب دون رادع دينى أو أخلاقى أو إنسانى، ودعونى أضرب مثالاً بقضية «الأمية»، فهناك أعداد كثيرة من الأميين المنتشرين فى عالمنا العربى والإسلامى الذين لديهم ثقافة محدودة فى الأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يؤدى إلى صناعة أجيال تمتلك عقولاً فارغة مثل الورقة البيضاء الجاهزة للتشكيل والتكوين من قبل الجهات المتطرفة مثل داعش والجماعات التكفيرية والإرهابية.

لذلك فإن الأمن أصبح قضية يجب أن تشارك فيها جميع مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية، لذلك فالمؤسسات التعليمية يأتى دورها بعد الأسرة لغرس القيم الاجتماعية والثقافية فى المجتمع، فإذا ما فشلت هذه المؤسسات التعليمية فى توصيل هذه القيم، فسيفقد المجتمع خط الدفاع الثانى ضد الجريمة، ومن هذا المنطلق أقترح إعادة تنقيح المناهج التعليمية فى السنوات التعليمية المختلفة وخاصة التعليم الأساسى، لأنه يمثل البذرة لتكوين عقليات المتعلمين، بحيث تحتوى على أساليب حمايتهم من الأفكار المتطرفة وتحتوى على تعريف الإنسان وتعريف المجتمع من خلال خطة استراتيجية للمناهج الدراسية كجزء لا يتجزأ من استراتيجية التنمية الشاملة للدولة.

كما أقترح أن تضع الحكومة برامج تنموية لأفراد المجتمع، خاصة المناطق الريفية والنائية تحت إشراف الجهات المختصة، ومنها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى، وهذه البرامج يضعها مختصون وتقوم على مراجعة ومكافحة السلوكيات المنحرفة، وذلك فى إطار الوقاية الاجتماعية السريعة.

كما أقترح تطوير طرق التدريس المستخدمة فى كل المؤسسات التعليمية، لتناسب متغيرات العصر الحديث مع الوضع فى الاعتبار توفير العوامل المادية، لأن هذا نوع من الاستثمار للدولة، الذى دائماً أطالب به فى كتاباتى ومشاركاتى السياسية، وهو ما يسمى الاستثمار فى الثروة البشرية.

كما أننى أرى أنه لا بد من إعطاء الفرصة للمناقشة والحوار والاختلاف فى الأوساط التعليمية لأن الإبداع ينمو فى أجواء الحوار، وكما يقول الإمام الشيخ محمد عبده: «العلم ضوء يهدى إلى الخير فى الاعتقاد والعمل».

[email protected]