رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

 ما يحدث فى مستشفياتنا الحكومية الكبرى من نقص فى المستلزمات الطبية، كارثة كبرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا ينبغى السكوت عنها، وزيارة ليلية واحدة إلى طوارئ مستشفى زايد التخصصى بمنطقة 6 أكتوبر، أكبر دليل على ذلك.

 فما شاهدته وعشته وأنا أرافق ابنتى التى أصيبت منتصف الأسبوع بارتفاع شديد ومفاجئ فى درجة الحرارة، نتيجة التهاب الحلق واللوزتين، يؤكد أن طوارئ المستشفى تتحمل ما لا تطيق، وأن غياب المستلزمات من (جونتيات وشاش وقطن وسرنجات ودواء بل وحتى ترمومترات الحرارة،.. الخ) يعرض الأطباء والممرضين للكثير من المشاكل ويدخلهم فى خناقات واشتباكات مع الجماهير هم فى غنى عنها، ولكنه القدر الذى وضعهم فى هذا الموقف وما عليهم إلا تحمل ثمن السياسات الخاطئة لحكومتهم.

حالة من الضجيج الإجبارى، تسود المكان، صفير سيارات الإسعاف لا يتوقف، تغادر سيارة وتأتى أخرى، وكل من فى الطوارئ يسخر نفسه لخدمة مصابى الحوادث، على حساب المرضى العاديين.

الكل هنا اعتاد هذا الأمر يوميا، فمستشفى زايد التخصصى هو الوحيد المسئول عن استقبال ضحايا ومصابى حوادث الطرق السريعة فى الجيزة كلها، فلا تكاد تمر دقيقة او دقيقتان إلا ويستقبل المستشفى عشرات المصابين وكلها حوادث طرق دامية تحتاج إلى جراحات عاجلة ترهق أطباءه وتستنزف كل امكانياته ومستلزماته.

وقفت مذهولا مما أراه، كل الأسرة داخل الطوارئ مشغولة، حتى غرف القلب، وظلت ابنتى تصرخ وتتألم حتى جاءها طبيب فرغ لتوه من حالة أخرى، فيما أسرع طاقم التمريض مشكورًا لتجهيز قياس الضغط، كل هذا والأمور تمام، ولكن عندما طلبت قياس درجة الحرارة، فوجئت بعدم وجود ترمومتر واحد فى الطوارئ، كنت أحسب الممرضة تمزح، وعندما اعتذر زميلها الممرض تخيلته يحبك المزحة، ولكن عندما جاء مسئول الطوارئ وقال «آسف والله آخر ترمومتر انكسر من شوية» فتلك كانت الصدمة الكبرى.

مستشفى كبير بهذا الحجم والأهمية لا يوجد به ترمومتر لقياس الحرارة، وإن وجد يكون مكسورًا، ويتبين ان هذا الترمومتر اليتيم يستخدم تحت الإبط ويتم تداوله من مريض لآخر... تخيلوا؟!

وللاطمئنان على ابنتى عملت بنصيحة دكتور محمد المدير المناوب بالطوارئ واشتريت الترمومتر على حسابى من صيدلية خارجية، وبعد أن قدم الأطباء واجبهم مشكورين، عدت بابنتى إلى المنزل، تملؤنى الحسرة ويتملكنى الحزن ليس على استمرار توجع أمل إبنتى فقط، وإنما على هذا الحال السيئ الذى تعيشه مستشفياتنا الحكومية الاستثمارية.

لا ترموتر لقياس حرارة المريض ولا جونتيات فى يد الأطباء، وازدادت مرارة حزنى عندما أبلغنى الاطباء أنهم والممرضات يضطرون لشراء هذه المستلزمات من جيوبهم الخاصة لتجنب الاشتباك مع ذوى المرضى والذين لا يقدرون الظروف ولا يتفهمون غياب هذه المستلزمات، داخل مستشفى تجرى بداخله أخطر وأهم الجراحات الكبرى، وبه نخبة من أفضل وأكفأ الأطباء فى مصر، ولكنهم يعانون من غياب الإمكانيات التى تساعدهم على خدمة المرضى بالشكل السليم.

إننى أطالب وزير الصحة بسرعة دعم المستشفى وزيادة ميزانيته، وتخفيف الضغط عنه، بتوزيع بعض الحالات على مستشفى آخر، وأطالب رئيس الوزراء بإلزام بعض المستشفيات الخاصة فى المنطقة باستقبال ولو حالتي طوارئ يوميا، مقابل أى حوافز أو إعفاءات معينة.

كما أناشد المهندس جمال بدوى رئيس جهاز مدينة زايد ومجلس الأمناء والجمعيات الخيرية والأهلية ومنظمات المجتمع المدنى، سرعة إنقاذ هذا المستشفى باعتباره الأمل الوحيد المتبقى للفقراء ومحدودى الدخل والطبقة المتوسطة فى المنطقة.

[email protected]