رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الصعيد مستريح لابتعاد الحكومة عنه، مكانياً، ونفسياً، والحكومة مستريحة، هى الأخرى، من ابتعاد الصعيد عنها.. ويبدو أن ذلك ليس كافياً لراحة الحكومة، وتسعى أن تستريح أكثر بالتخلص من الصعيد نهائياً، ولكنها لا تعلم، كالعادة، إن هذه المرة ستكون فيها راحتها الأبدية!!

إن اعتراضات أبناء النوبة الأخيرة على الممارسات المتعنتة من الحكومة، يثير علامات استفهام غير مفهومة من الحكومة ضد أبناء الصعيد.. فهى مصرة على عدم إتاحة الفرصة أمامهم للعمل الحقيقى والجاد الذى يمكن أن يكون استثماراً اقتصادياً مثمراً للشباب فى المنطقة الجنوبية.. ولا أعرف لماذا الحكومات المتعاقبة لا تريد الاستثمار فى أراضى طرح النهر على بحيرة ناصر، والتى هى من أجود الأراضى الزراعية، ويمكن أن تقام عليها عشرات الصناعات الغذائية التى يتم تصديرها لأفريقيا كلها.. هذا بالإضافة إلى مخزون البحيرة من الأسماك التى تأكل منها تماسيح البحيرة أكثر مما يأكل منها الشعب المصرى؟!

زرت هذه المناطق أكثر من مرة، وعلى مدى سنوات طويلة، وشكاوى الأهالى هى نفسها.. والحكومات تتخذ نفس الموقف، إلى درجة أن أحد رؤساء هيئة بحيرة ناصر قال لى بالحرف الواحد.. إنه لا يفهم لماذا ترفض الحكومات إنشاء مشروعات زراعية وصناعية فى هذه المنطقة، وأنه يعجز عن فهم عدم استغلال طاقات شباب الصعيد كله وليس فقط أبناء النوبة فى بحيرة ناصر، بدلاً عن الضغط عليهم حتى يضطروا للسفر إلى القاهرة للعمل فى أى شىء أو إلى الخليج، أو الهجرة إلى أوروبا؟!

وصدرت تقارير عديدة عن مليارات الدولارات التى يمكن أن تدرها هذه البحيرة من مخزون اسماكها أو من استغلال تصدير جلود التماسيح التى يبلغ عددها فى البحيرة ما بين 43 ألفا إلى 80 ألف تمساح، وهذه التماسيح تتغذى على أنقى وأكبر أنواع الأسماك، التى تعيش فى البحيرة، ويقدر ما تلتهمه التماسيح بمفردها نحو 146 ألف طن سنوياً.. وقد كشفت دراسة حديثة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن أن الفجوة بين إنتاج واستهلاك الأسماك فى مصر بلغت خلال عام 2013 نحو 164 ألف طن سنوياً ومن المتوقع لها أن ترتفع إلى 228.3 ألف طن عام 2024!!

ظل محور تنمية قناة السويس مهملاً، عشرات السنوات، ولم تفكر الحكومات المتعاقبة فى استغلاله، حتى وصلنا إلى ادنى مستوى تحت خط الفقر.. وأصبحنا نتسول أكلنا وشربنا وزيتنا ودقيقنا وغازنا من دول كانت ليست على الخريطة يوم أن كانت مصر هى العالم كله.. واضطررنا أن نطلب المنح ونقترض من دول مساحتها أقل من مساحة محور تنمية قناة السويس.. ولكنها تمكنت من أن تجعل لها مكاناً مثالياً للاستثمار والسياحة.. فما مشكلتنا.. حقيقة.. لا أعرف؟! وعلى نفس المستوى يواجه الصعيد نفس المشكلة.. غموض فى التعامل معه، وعدم شفافية، وسياسات غير مفهومة فى عدم استغلال إمكاناته أو طاقات شبابه..وروائح الفساد تفوح من كل ما يصدر من قرارات سواء كانت فى صالح الصعيد أو ضده..!!

[email protected]