رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

الطاقة هى إحدى صور الوجود. فالكون مكون من أجرام و طاقة منذ النظرية النسبية لأينشتين نعرف تكافؤ المادة والطاقة.. فالطاقة يمكن أن تتحول إلى مادة وبالعكس يمكن للمادة أن تتحول إلى طاقة..  ومن هنا فإن الجسم القادر على بذل الجهد والعمل هو جسم يمتلك طاقة تمكنه من الاستمرار فى بذل الجهد والعمل المستمر.

ومن أسرار الله عز وجل الكبرى فى الكون أنه خلق المخلوقات تحتاج لطاقة لكى تعيش الروح التى هى أعظم منحة من رب العالمين لعباده وخلقه، وهى أهم وأعظم طاقة لحياة المخلوقات وتسمى فى أدبيات حديث البشر «السر الإلهى».

والمقصود بالطاقة هنا هى الطاقة المعنوية التى يكتسبها البشر من الحياة...إما نجاح يحققه أو حفل موسيقى أو سلوك حضارى يؤدى إلى نوع من الرضا والنجاح، فتكون الطاقة هنا عبارة عن طاقة تسمى الطاقة الإيجابية...والعكس صحيح إذا تلقى الانسان خبرا حزينا أو عدم التفاؤل والتشاؤم، فيعطى الانسان طاقة سلبية.. ولا تكتفى الطاقة السلبية بخفض الروح المعنوية، وإنما تسحب كثيراً من رصد الطاقة الايجابية.. وحتى الطاقة التى تأتى من الطعام، فهناك من يستخدم البهارات على الطعام فطعم الأكل هنا يعطى طاقة.. فمن منا لا يتحلى ببهار ما يناسب ذوقه.. فترى من ينفجر كطلقة توربيد من أكل الشطة.. وهناك من يكره طعم الخل ويدفأ من طعام القرفة ومن يطير فى الهواء باستنشاق الزعفران.

كل هذه مصادر للطاقة وإذا تركنا الطعام وقدراته وأسراره نذهب للمصادر المعنوية للطاقة.. من يذهب للقاء شخصية محببة أو مفضلة إليه تنتابه طاقة تجعله يقفز لأن الحب طاقة ليس بعدها طاقة، وقد أفاد الشعراء والعباقرة فى وصف تأثير الطاقة الإيجابية فجعلوها شفاء للمريض وربما عودة الروح وكل شيء..  ومما يعطى طاقة إيجابية أيضاً من يتلقى عرضا للعمل ربما تجده أسرع من البرق فى الوصول لموعده ويتلقى خبراً بحصوله على جائزة أو تقدير ما.. ربما يصبح بعدها وكأنه وضعت له جناحين ومن يكسب اليانصيب أو يتلقى ترقية أو يكلمه شخصية عظيمة يهنئه على ادائه كل ذلك يمنح طاقة رهيبة تجعل المكتئب يسعد والكسول ينهض، ونحن جميعاً فى أمس الحاجة لاكتشاف وسائل الطاقة الإيجابية بداخلنا.. البعض يلجأ للموسيقى.. فتلك الضربات والنفخات السحرية للآلات الموسيقية وامتزاجها مع النسمات يخلق مزيجاً مدهشاً يزلزل الأفئدة ويحولها من حال إلى حال.. ويدفع بنا كصاروخ فى سماء الله الواسعة.. الموسيقى تعطيك طاقة للتفاؤل وطاقة للعمل وطاقة للبناء والابتكار وطاقه للخيال وأحياناً طاقة للتدمير.

وفى فيلم البرتقالة الآلية للمخرج العظيم ستانلى كوبريك، نرى كيف استطاعت الموسيقى تحفيز الخيال وتنشيطه فى اتجاه إيجابى وأيضاً الأمومة والأبوة أعظم اختراعين فى العالم يستمد منهما الإنسان الطاقة بإسعاد أبنائه.. وهناك أشخاص تهب نفسها للعمل الخير مثل غاندى والأم تريزا، وهؤلاء وهبوا كل لحظة لمساعدة الضعيف والفقير والمريض والمحتاج لأى مساعدة أو معاونة وهناك من تمنحه القراءة هذه الطاقة الإيجابية المأمولة. فكل معرفة تزيد وكل إلهام عميق بجانب من الكون يجعل بعض الناس فى قوة المارد وفى طاقة البركان وفى عفوان الحكيم إعمالاً بالمقولة العظيمة : «أعطنى طاقة إيجابية أعطك عمراً بأكمله وأعطك إبداعاً بلا حدود».