رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جميعنا يعلم أن المعركة فى الموصل ستستغرِق أسابيع لأنّها مدينة كبيرة ذات تعقيداتٍ جغرافية؛ وتعانى من احتلال طال أكثر من سنتين؛ ومن أجل الحفاظ على أرواح المدنيين وعدم استخدامهم كدروع بشرية، مع تنظيف المناطق من العبوات الناسفة والمُفخّخات التى يضعها «داعش» فى المناطق التى ينسحِب منها.

كل هذا إلى جانب الاستعلامات الدقيقة حول مراكز الدفاعات والتجمّعات لـ«داعش» ومراكز القيادة. واستخدام صواريخ اسمها H.M.A.S تضرب على بُعد 70 كيلومتراً ولكنّها تُوجّه بواسطة الـ G.P.S. من القمر الصناعى.. ومع ذلك فأنا غير مطمئن للإصرار التُركى من قِبَل الرئيس ورئيس الوزراء على أنّه لا بدّ من دورٍ تُركى فى «الموصل» وفى «العراق»؛ خصوصاً والكثير من العراقيين غير موافِقين على هذا الدور. الجميع يعلم أن «تركيا» تعمل بتواجدها فى الموصل على ضرب «حزب العمّال الكردستانى»، و«داعش» والإرهاب، وللحفاظ على مصالِح السُنّة والتركمان، وتدعى أن التواجد التركى بطلب من الحكومة العراقية السابقة؛ ولا يعترفون بقرار البرلمان العراقى المعتمد على التصويت من كافة المُكوِّنات وكافة الكُتَل السياسية، بأنّ الوجود التُركى فى الأراضى العراقية يُعتبر قوات مُعادية وتم إعطاء الحكومة تخويل إخراجها بأية طريقة كانت واتبّاع كلّ السُبل سواء الاقتصادية والعسكرية أو القانونية والسياسية واللجوء إلى المجتمع الدولى.

وهناك مُحاولة لرسم خرائِط إقليمية جديدة ستتجاوز مسألة موضوع «الموصِل» تحديداً. إلى جانب أن هناك العديد من الأزمات على رأسها تآكُل الدولة العراقية بسبب انفراط الجيش العراقى وانهيار الكثير من المؤسسات العراقية، ونشوب هذه النزعة المذهبية والنزاع الطائِفى ما بين السُنّة والشيعة وانعدام الثقة ما بين هذين المذهبين الأساسيين، والأقليّات الكُرديّة والمسيحية من جهةٍ أُخرى، وبالتالى فربما بعد تحرير «الموصِل» ستنشُب مُشكلةٌ حقيقية بين العرب والكرد فى شمال «العراق»، خصوصاً فيما يتعلّق بـ«نينوى»، التى تقع ما بين «أربيل» و«الموصل». وسينشبُ نزاعٌ أيضاً فى شأن ما إذا كانت هذه المُحافظة سوف تُضمّ إلى سُلطة الحكومة الكُردية أو ستبقى تحت سيطرة «بغداد».

وبالطبع المتفائلون بقرب تحرير العراق يعزون ذلك إلى أنّ الرئيس «باراك أوباما» يُريد أن يقول فى نهاية ولايته، «أنا حقّقت الإنجاز الكبير فى أننى قضيت على «داعش» فى الموصل». ولكن علينا أنّ نعرف أن داعش لو خسِرت الأرض فى «الموصل» ستبقى قادرة على نشر الفوضى والدمار بواسطة التفجيرات فى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة. وأيضاً سوف تكون قادرةً على تعبئة الكثير من الشباب الذين يشعرون بأنه تمّ تهميشهم أو إقصاؤهم بطريقةٍ أو بأُخرى من حقوقهم ومن الدولة وقد حرموا منها ويودّون أن يُصبحوا جهاديين وأن يلتحقوا بموجة الإرهاب والتفجيرات فى «بغداد» وفى «الموصل» وفى «الرمادى» وفى مناطق أُخرى فى «سوريا» كما حدث فى «أوروبا».

وبالتالى «داعش» قد تخسر الكثير من الأراضى ولكنها لن تخسر الحرب.. وهناك مشكلة أخرى تقف أمام تحرير الموصل وهى أن «إيران» تُريد أن تُسيطر على الساحة العراقية، وخاصة أن الحكومة العراقية هى من استعانت وطلبت حضور مُستشارين إيرانيين وطلبت دعماً عسكرياً ودعماً تسليحياً ولوجستياً وغيره. وأخيراً مجمل القول إن الجميع يعمل من أجل مصالحه الشخصية، وبعيداً عن مصلحة تحرير الموصل والعراق.