عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

عندما تتراجع آليات إعمال الديمقراطية فى مجتمع ما، ينزوى الفكر المتأمل والناقد ويتم تسطيح وفلطحة النظم التعليمية، وتفريغ المناهج والعمليات التعليمية من الموضوعية والتعامل مع ظروف الواقع الذى يتطلب أمر إصلاحه تنشيط العمل الجاد نحو إيجاد قاعدة علمية وبحثية فاعلة.

أمر طيب أن يقرر الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته فى الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى الأول للشباب، تشكيل لجنة وطنية من الشباب بإشراف رئاسة الجمهورية لإجراء فحص شامل ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، على أن تقدم أول تقرير لها خلال 15 يوماً، وأن يدعو السيسى الحكومة للتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لدراسة مقترحات ومشروعات الشباب لتعديل قانون التظاهر وإدراجها ضمن القوانين المخطط عرضها على مجلس النواب، وتنظيم عقد حوار مجتمعى موسع، ووضع أسس سليمة لترسيخ الخطاب الدينى.

لا شك أن فكرة تنظيم مؤتمر لشباب مصر ليطرحوا ما لديهم من أفكار أمر رائع، لقد طرحوا وتحدثوا بالفعل عما يعانون من مشاكل تعوق حركتهم فى العطاء والتقدم خطوات نحو تحقيق أحلامهم، ومن ثم أعربوا عن أملهم فى المشاركة فى صياغة مستقبل هم المعنيون بأمر ملامحه فى إطار حالة اندماج وطنى ومجتمعى فى كل مراحل صناعة وصياغة ملامح الحاضر.

خطوة جيدة، أن يتابع مشاركاتهم الفكرية والإنسانية رئيس الجمهورية ورموز الحكومة ومتخذو القرار.. وينخرط الكل فى فعاليات هامة على شكل ورش عمل وجلسات عامة بحضور أهل الحل والربط.. نعم، هى خطوة على طريق التدريب على الممارسة الديمقراطية بشكل غير مسبوق على الأقل من حيث الشكل وإتاحة فرص الأداء الحر لتبادل الرؤى والأطروحات ذات الأهمية الآنية والحالة.

ولو أن المؤتمر الوطنى الأول للشباب لم يقدم أى أطروحات أو توصيات وقرارات بأهمية ما طرح، لكان يكفينا قول الرئيس السيسى نصاً وتأكيده فى خطابه الختامى على أننا بصدد إعادة بناء الدولة لتكون «دولة مدنية حديثة وديمقراطية».. وتكرار قول ذلك التعريف مع تصفيق الحضور الفرح بتجدد الحلم الذى كلما مر طيفه فى منامنا ضاع وابتعد كالسراب.

لقد ضاع الحلم لأول مرة عندما تم استدعاء «طارق البشرى» لتشكيل لجنة لتعديل الدستور عقب الأيام الينايرية، فاختار أصحابه وأقرانه من أصحاب التوليفات القانونية فى صياغات أسس بناء الدولة الدينية.

وضاع الحلم ثانية عندما تم إسقاط «جماعة الشر» ورئيسهم، وتحرير البلاد والعباد من حكم استبدادى جاهل غبى، ولكن ولإعلان حسن النوايا وبداية عصر جديد تمت دعوة الأحزاب الدينية والكنيسة المصرية والأزهر الشريف لوضع خارطة الطريق، فكان الاستمرار فى إقرار مشاركة الأحزاب والمؤسسات الدينية فى العمل السياسى.

وللمرة الثالثة يضيع الحلم على يد من استدعيناهم بدون مناسبة فى 3 يولية فقاموا بتغيير المادة التى تنص على مدنية الدولة عند وضع الدستور إلى «حكومة مدنية» ونقلها إلى ديباجة الدستور فى خدعة تاريخية مقيتة نزلت فى وقعها على الحضور عند تلاوة مواد الدستور كالصاعقة!!

ويا ريس، وبحق نجاح مؤتمر شبابنا، أستحلفك بالله ألا تسمح بضياع الحلم هذه المرة بعد إعلانكم أمام شباب مصر ومستقبلها وأملها، أننا بصدد إعادة بناء الدولة لتكون «دولة مدنية حديثة وديمقراطية»... ننتظر بعد تحقيق حلم مجالسة الشباب بتلك الأريحية الإعلان عن الدعوة إلى وضع خارطة طريق جديدة، وفق الاتفاق على أسس عقد اجتماعى معاصر جديد يكفل للمواطن كل حقوق المواطنة وتكافؤ الفرص والكرامة الإنسانية.

[email protected]