رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

سؤال : هو ليه لما كنا نقدر نفكر ونُصدر قرارات لكبح جنون الدولار وانفلاته الشرير، لماذا كان الانتظار إذن؟... مين اللى غلط؟.. هنحاسبه ولا لا؟.. هنعرف ده جهل منه ولا حكايته إيه؟!!.. لماذا كان انتظار قرار الرئيس والرجوع متأخراً لأصحاب الخبرة؟... لماذا تأخرت قرارات تصويب مسيرة الاستثمار بمجموعة قرارات رائعة؟!!

 فى مجتمع رجال الاقتصاد من الأساتذة ورجال الأعمال يؤكد الاقتصاديون أن مشكلتنا فى مصر وفى أى مجتمع نام هى مشكلة اقتصادية فى المقام الأول، وأن أزمة الأمة تكمن فى إنتاج ضئيل يقابله استهلاك واستيراد بشكل هائل، ومن جانب آخر زيادة فى السكان يقابلها ثبات، بل وتقلص فى مساحات الأراضى المزروعة.. فهم يرون أن الحياة والتقدم فى النهاية ترتكز على ثلاثة مقومات رئيسية: الإنسان والمال والأرض (والأرض هنا بكل ما تحمل من ثروات فوقها وتحتها) وهو ثالوث تتفاعل بين عناصره كل عوامل بناء الاقتصاد المؤثر فى تحقيق نهضة الأمم.. وبينما يعلى بعضهم من قيمة أن يكون لدينا احتياطى نقدى كبير فى خزائن البنك المركزى، يرى الآخرون فى ذلك التضخم دلالة على الفشل، إذ إن تضخم ثروة راكدة لا تتدفق فى عروق الاقتصاد وشرايين مواقع الإنتاج لتتحول إلى فرص عمل وخير عميم للوطن والمواطن يعد دلالة إخفاق..

وفى دنيا الإدارة يملأ الدنيا علماء الإدارة كلاماً رصيناً ستفهم منه أن منطلق البدء فى الإصلاح والتطوير هو الاستفادة بعلمهم وإعمال نظم الإدارة الحديثة وأن التحسين والتمكين والتجويد وتحقيق القيم المضافة والإدارة المثلى والموارد البشرية وحتمية وجود رؤية ورسالة هى عناوين ومفاتيح يمتلكون فنونها وأسرار إبداعها.. وأما إذا ألمت بالوطن الملمات، فإن فنون وعلوم إدارة الأزمات والكوارث هى الملاذ والوادى الأمين الذى يتلاشى أو على الأقل تتصاغر عنده الآثار السلبية المحتملة للكوارث مثل غرق العبارات واحتراق القطارات ومسارح قصور الثقافة!!

 إننا نحتاج إلى فكر جديد يطرح عنا قتامة مشاعر اليأس إلى منطلقات التوجه، بل والتمكن من كل أسباب القوة والبأس.. فإن النجاح مثلاً فى التغلب على الأمية وسلبياتها لن يصنعه إنشاء هيئة لمحو الأمية فقط، وتحقيق طفرة فى التعليم لن يتحقق بإنشاء هيئة للجودة فقط.. وحقوق الناس لن ينالوها ويتمكنوا منها بإنشاء مجلس قومى لحقوق الإنسان فقط.. والمرأة فى مصر لن تصل إلى حقوقها (التى لا أعرف ما بقى منها) بمجرد إنشاء مجلس قومى للمرأة فقط....

لقد تجاوزنا مراحل التعرف على أعراض أمراض المجتمع، وتشخيص وتوصيف مناطق الداء تحديداً وأوجاعها.. ومن يخالفنى الرأى عليه الاطلاع على المراجع الفكرية والعلمية التى أصدرتها المجالس القومية المتخصصة فى عهد العبقرى الدكتور عبدالقادر حاتم.. وكذلك الدراسات العلمية للجان مجلس الشورى الراحل.. بالإضافة للحصيلة الهائلة لإنتاج كل مراكز البحوث فى جامعاتنا وغيرها.

أخيرا أرى أنه بدلاً من اللوم وإلقاء التهم على أى آخر والحديث عن المؤامرات، علينا أن نحشد كل قوانا حتى يتم سد كل الثقوب.. فلم يعد هناك مجال لأن نقول ملك ولاّ كتابة.. أقصد حكومة ولا شعب.. وصدق الخليفة عمر بن الخطاب عندما قال إذا أراد بقوم سوءاً سلط عليهم الجدل، ومنعهم العمل.

لا شك أن «الدولة الفاشلة» لم توجد هكذا «قضاء وقدراً» ونصيب شعبها فى الدنيا قد كتب على جبينها، بل أرى أنه يمكنها تدارك الأخطاء بتحديد مواقع الفشل ومعالجتها لتصبح كنموذج إيجابى عبر اتباع سياسات ديمقراطية، وأساليب علمية، وإصلاحات مطلوبة تُشعر المواطن بأنها حريصة على مصالحه، وأن نتوقف عن ترديد مقولة أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى أبداً، لقد تأخرنا كثيراً وكفانا «أنتخة» أهل التخلف..

[email protected]