رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى إشارة إلى ما سبق ولا يفوتنا أن ننوه إلى ما جاء بالتقرير النهائى إلى هيئة الأمم المتحدة فى مقدمتها الإشادة بفضل السابقين من المفكرين وعلى رأسهم «بيكاريا» وهى شهادة صدق لدوره الفعال فى كشف النقاب عن جوانب كانت مجهولة بالنسبة لهذه العقوبة الكبرى.

وما علينا الآن إلا أن نشير فى إيجاز إلى ما انتهى إليه هذا التقرير العلمى والتاريخى وقاطع الدلالة فى موضوعنا المطروح وليس بعد هذا البيان الوافى من بيان.

فى القسم الأول من هذا التقرير، نوضح من خلاله:

الأسباب التى أدت بالدول إلى إلغاء العقوبة العظمى؟

1- لم يثبت أن العقوبة العظمى تمثل النموذج الأمثل فى مجال فلسفة العقاب «لاحظ أنها نفس حجة بيكاريا».

2- ثبت أن عدداً هائلاً من الجرائم الكبرى «التى تقع تحت طائلة العقوبة العظمى» لا يرتكبها إلا «أشخاص مختلون»: مرضى بأمراض نفسية مختلفة، وأن كثيراً منهم بموجب هذه «العاهات العقلية» يفلت من العقوبة العظمى.

3- يوجد بالنسبة للعقوبة العظمى كم هائل من «المفارقات» سواء من قسوة الإجراءات، واختلاف أخلاقيات القضاة، وتعسف بعضهم أو رحمة البعض الآخر، وعقوبة الموت كثيراً ما تصيب المجرمين غير القادرين مالياً على مباشرة قضيتهم والاستعانة بذوى الكفاءة من المحامين، وذلك بعكس ذوى الثراء الذين يوكلون عنهم كبار المحامين القادرين على الدفاع عنهم. من هنا فلا عدالة حقة.

4- تمشياً مع السبب السابق فى عدم تحقيق العدالة، فإنه بالإضافة إلى هذا السبب الذى يؤدى إلى عدم تحقيق العدالة حالة مواجهة العقوبة العظمى، فإن هذه العقوبة تتعرض إلى الاصطدام بمفارقات حال مواجهة العقوبة العظمى، من ناحية تردد بعض القضاة حال إقدامهم على النطق بالعقوبة العظمى.

5- مهما قيل من ضمانات الإجراءات ومهما قدمت الحصانات فى هذا المضمار فإن هناك «احتمالات قائمة» فى التردى فى مهاوى الأخطاء القضائية، وجاء بالتقرير أن كثيراً من الدول لجأت إلى إلغاء عقوبة الإعدام إثر اكتشاف «أخطاء قضائية» أدت إلى الحكم على أبرياء بالموت».

6- ما تثيره عقوبة الموت من ألم فى العواطف البشرية، سواء وقت الحكم بها أو لحظة التنفيذ، الأمر الذى لم يتردد معه البعض بوصفها بالبريرية.

7- إن كانت الغاية من العقوبة العظمى هى «تأكيد حماية فعالة للمجتمع» فقد لوحظ أن عقوبة «السجن مدى الحياة» تكفى فى هذا المضمار وتحقق هذه الغاية المنشودة (هذه الحجة قدمت من قبل دول أمريكا اللاتينية التى ألغت العقوبة العظمى).

8- المجهودات المثمرة والحجج الدامغة التى قدمها وأثارها أنصار إلغاء العقوبة العظمى، فردية كانت أم من قبل الجمعيات التى أنشئت خصيصاً للدعوة لإلغاء هذه العقوبة، كان لها أثرها الواضح فى إقدام بعض الدول على إلغاء العقوبة العظمى.