رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الهوا

مولانا وزير التعليم العالى زعلان ـ زعلان ليه؟!

لأن أحد «أتباعه» تجرأ واتخذ قراراً دون أن يستأذن سموه، ولم يطلب «الفتوى» الشرعية من فضيلته فى قرارات منع المنتقبات من التدريس بجامعة القاهرة ثم قراره الأخير بإلغاء خانة الديانة فى الأوراق الرسمية المتعلقة بالعملية التعليمية بجامعة القاهرة.

ولأن مولانا الوزير حريص على عدم المساس بمشاعر الجماعات السلفية وحلفائهم فقد انتفض فضيلته ضد قرار رئيس جامعة القاهرة، وصرح ـ لأقصى قوةـ بأن هذا القرار يثير «الفتنة»! وحاول أن يستعدى الجماعات المتطرفة على هذا القرار وما سبقه من قرارات رائعة لرئيس جامعة القاهرة تعيد للجامعة كأعرق المعاهد العلمية العليا بالوطن العربى وجهها المشرق الذى وضعها أيام رواد الاستثمار، أمثال لطفى السيد وطه حسين فى مصاف الجامعات المحترمة فى العالم ويبدو أن مولانا وزير التعليم العالى لم يسمع عن دعوة الرئيس بضرورة تجديد الخطاب الدينى ولأن فضيلته على ما يبدو يفهم الخطاب الدينى المستنير على أنه إلقاء مواعظ دينية فى المساجد، فقد عجز فضيلته عن فهم مغزى قرارات الدكتور نصار المتعلقة بتخليص أعرق جامعة مصرية من عشوائية الخطاب الدينى المتخلف والمتعصب الذى تمت ترجمته إلى سلوكيات ممعنة فى التعصب والتخلف.

مظاهر التعصب والتخلف هذه هى الثمرة الطبيعية للخطاب الدينى المتعصب والمتخلف والذى يمثل أخطر تهديد «للإسلام» بتقديمه للعالم فى صور من التعصب والتخلف تعلن عن نفسها فى مظاهر اجتماعية عديدة، فإذا جاء من يحاول تصحيح هذه السلوكيات والمظاهر الاجتماعية المتخلفة ليخلص الإسلام من ممارسات ومظاهر دخيلة على الإسلام بل ومناقضة تماماً لجوهر الإسلام الذى يدعو الى الأخذ بكل أساليب العصر لتحقيق التنمية والتقدم ولا يعنيه «الشكل» أو «المظهر» فى المأكل والملبس والسلوك الاجتماعى بالقدر الذى يكفل التعاطف والتعاون والتراحم بين البشر كل البشر ممن يكونون المجتمعات البشرية دون الالتفات إلى عقائدهم الدينية أو أصولهم العنصرية.

إذا جاء من يحقق هذا بقرارات تمنع ثمرة «الخطاب الدينى» المتعصب والمتخلف وذلك بقطع الشجر الذى يتكاثر ثمره المر والخبيث إذا جاء من يفعل ذلك، ويقدم بقراراته «خطاباً دينياً تنويرياً» بطريقة عملية وفعالة، ثار فضيلة وزير التعليم العالى، وهدد باستخدام سلطاته وتوعد من يسير فى نفس الطريق من مديري الجامعات المصرية.

وللأسف فقد ارتعدت فرائص الكثير من مديرى الجامعات فرضخوا لوعيد فضيلة الوزير وتهديده ولم يجرؤ أحد منهم على أن يجد السلوك الدينى المتعصب والمتخلف بقرارات مماثلة لقرارات مدير جامعة القاهرة الذى فهم دعوة الرئيس السيسى الهامة بضرورة تجديد الخطاب الدينى، فهمها فهماً صحيحاً، فبدأ تغيير السلوكيات التى كانت ثمرة طبيعية للخطاب الدينى المتخلف.

ولاشك أن «القدوة» هى القوة الأكثر تأثيراً فى البشر.. ولو تصورنا استمرار المنتقبات فى التدريس فإننا نقدم بذلك «خطاباً دينياً» يدعو بقوة لكل المفاهيم والسلوكيات المتخلفة التى يدعو لها الخطاب الدينى المتعصب والمتخلف، ومنع تسجيل ديانة طالب العلم «خطاب دينى عملى» يؤكد لطلاب العلم أن الدين لله وهو أمر بين المرء وربه والعلم والوطن للجميع، الكل فى ساحة العلم سواء يتفاضلون بالنبوغ فى مختلف العلوم.

وقد عز على مولانا وزير التعليم العالى أن يتصرف مدير جامعة القاهرة دون أن يطلب «التوجيه» من فضيلته ودون أن يستأذنه حتى يشبع لدى مولانا الوزير شعوراً بأنه صاحب الكلمة وصاحب القرار الأوحد وأن الجميع بدءاً من مديرى الجامعات مروراً بكل العاملين بهذه الجامعات خاضعون لسلطاته، هذا شعور يتسلل بكل أسف إلى نفوس البعض عندما يتم جلوسهم على كرسى الوزارة فيفعل «لقب الوزير» فى نفوسهم مثل السحر ويشعرون أنهم انتقلوا من عالم المواطنة إلى عالم «السيادة» التى تعلو على المواطنين، يا مولانا وزير التعليم العالي، هل نمي إلى علم فضيلتك أن فى مصر شيئاً اسمه «استقلال الجامعات»؟! وهل تعلم ـ فضيلتك ـ أن مصر دولة مؤسسات وأنها دولة مدنية وليست دولة خلافة؟!

أخشى إذا استمر فضيلة وزير التعليم العالى فى منصبه، أخشى أن يصدر فتوى بتكفير د. جابر نصار ومن يسير على نهجه.