رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أعتقد أن السبب وراء عدم عودة الرحلات الروسية إلى مصر حتى الآن ليس معناه فشل المباحثات التى أجرتها مصر فى هذا الشأن ممثلة فى وزير الطيران المدنى شريف فتحى الذى قام بزيارات مكوكية، وكانت من نتائجها زيارة وزير النقل الروسى إلى مصر وطلبه مقابلة الرئيس السيسى، ولكن فى رأيى أن السبب الرئيس سياسى أكثر منه متعلقًا بإجراءات أمنية أو خلافه، فبشهادة كافة التفتيشات الدولية لمختلف الدول التى قامت بتفتيشات على مطاراتنا فقد أشادت جميعها بتلك الإجراءات وعلى رأسهم الروس أنفسهم.. إذن هى محاولة دائمة وأبدية للروس للضغط على مصر من أجل مزيد من الاستنزاف.. مرة للضغط لاستلام شحنة القمح الفاسد التى بها آثار مرض الأرجوت القاتل.. ومرة برفض الصادرات المصرية من الموالح والفراولة والأخيرة مطالبة مصر لإقامة قاعدة عسكرية روسية فى سيدى برانى على ساحل البحر المتوسط وهو ما رفضته القيادة السياسية وأكدت عليه الرئاسة فى بيان رسمى لها على لسان متحدثها السفير علاء يوسف الذى أكد رفض مصر إقامة أى قواعد عسكرية على أراضيها، ونفى فى الوقت نفسه ما أذاعته قناة «روسيا اليوم» عن وجود مباحثات مصرية روسية لإقامة قاعدة عسكرية روسية.

يا سادة.. هذا يؤكد ما أقوله إن روسيا تراوغ من أجل الحصول على مزيد من المكاسب بحجة عودة السياحة الروسية فإذا كان تفجير طائرتهم وراءه عمل إرهابى فإن الإرهاب وظلامه تعانى منه كل الدول فى العالم بما فيه أوروبا وروسيا نفسها وإذا ثبت ذلك ليس لها لدينا سوى التعويضات مثلنا مثل أى دولة تسقط طائرة على أراضيها، ولكن أن نظل طوال الوقت نستنزف فهو ما لا يرضينا ولا يرضى قياداتنا السياسية ولا يرضى الشعب الذى قام بثورتين من أجل أن تستعيد مصر مكانتها على كافة المستويات الدولية والأفريقية والعربية.. أما أن نظل تحت رحمة الدب الروسى فهو ما نرفضه ولتعلم روسيا أننا وقفنا أمام أعظم دولة فى العالم وهى أمريكا وإفشالنا وما زلنا نفشل مخططاتها ضد مصر وما تلعبه هى وحليفتها إسرائيل فى ملف المياه فى إثيوبيا وملف الاقتصاد فى مصر من خلال اختفاء الدولار وأهم السلع الاستراتيجية، وهو للأسف ما يحققه لها عملاؤها ليس من الإخوان فقط ولكن من المحتكرين لهذه السلع ولبعض رجال الأعمال الراغبين فى الجلوس على كرسى الحكم فى مصر.

يا سادة.. على الشعب المصرى أن يعى تلك المؤامرة الدولية علينا وأن يقف بالمرصاد ضد تلك المخططات وألا ينساق وراء معدته، فمثلاً أزمة السكر التى نعيشها الآن وراءها أصحاب محلات الحلويات وأصحاب المقاهى المستفيدين من دعم السكر، وكذلك المحتكرون لاستيراده، فمصر تنتج 90% من استهلاكها، فكيف إذن نصبح أصحاب أزمة إلا إذا كان وراءها أيادٍ خفية؟.. وهو نفس ما حدث وكان يحدث مع ألبان الأطفال التى كان يستخدمها أصحاب المحلات التجارية والمقاهى بالضغط على النظام لقبول شروط مجحفة من هنا أو هناك من أجل معدة يملأها رغيفين عيش وحتة جبنة!

همسة طائرة.. يا سادة أفيقوا يرحمكم الله ولا تنساقوا وراء مدبرات أعدائكم ولتصطفوا فى ظهر قيادتكم لا وراء كلام خايب.. فمهما فعلتم وستفعلون فإن شعبية السيسى فى تصاعد لدى تلك العيون والقلوب والعقول التى تعى حجم المؤامرة على مصر كما تعى حجم ما يفعله هذا الرجل من أجل مصر.. ستظل مصر أم الدنيا وستصبح أد الدنيا كما أعلنها ابنها الذى دائماً وأبداً يرفض «سياسة لى الذراع».