رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل ثورة لها خصوم يسعون لاستعادة دولتهم وزمانهم  .. في 11 فبراير 2011 رحل  رأس الدولة الرئيس الاسبق حسني مبارك وبقيت دولته بدواليبها وشخوصها .. تفكيك بنية نظام قديم  لايعني هدم مؤسسات الدولة  والبناء من جديد لأن هذا معناه ببساطة  اسقاط الدولة  وعرض بقاياها للوحوش المفترسة داخليا وخارجيا  ، وهذا هو المصير الاسود الذي انقذتنا منه ثورة 30 يونيو واعلان 3 يوليو 2013  .. المقصود بالتفكيك اعادة التركيب على اسس جديدة بضرب الفساد وارساء العدالة والمساواة والامساك باللحظة التاريخية والتعلية فوقها .. الذي حدث ولايزال ان المناخ السائد في مصر أكثر ملاءمة للحفاظ علي نهج دولة مبارك منه لمطالب ميادين الثورة  منذ يناير 2011 .. القطط السمان ايام السادات تحولت الي حيتان في عصر مبارك ، وبعد مبارك وحتى اللحظة الحيتان في أمان وعصا القانون لا تعرف إلا ظهور البسطاء وجيوبهم  .. معدلات التنمية التي يتغني بها كهنة دولة مبارك خدعة كبرى .. التنمية الحقيقية تجري في كل شرايين المجتمع وتجد صداها في التعليم والصحة والاسكان والزراعة والثقافة .. التنمية الحقيقية  تفيض بحليبها علي كل الناس وتطرق كل الابواب   .. الذي حدث ان التنمية الملهمة عند سدنة عصر مبارك لم  تكن سوي فرصة تاريخية لثراء قلة من المنتفعين واللصوص  .. ابتدع هذا العصر مصطلح التنمية بالفساد .. عصر مبارك أعاد الاقطاع الذي عرفته مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر حتى ثورة يوليو 1952 ..  عصر مبارك اعاد تركيز الثروة بيد اقل من 5% من السكان .. في عصر مبارك انهار التعليم والصحة والمرافق العامة لصالح مشروعات ريعية  لا تقيم اقتصادا أو تغير واقعا علي الارض .. رحل مبارك ولكن كثيرًا من النغمات المباركية بقيت تعزف وكثيرًا من الوجوه الكالحة تطل من نوافذ النصح والدعوة للاستفادة من تجارب فساد اصحابها .منذ تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم بدعم من اغلبية شعبية كاسحة تعامل ولايزال مع حالة الاختناق الاقتصادي بأدوات التنفس الصناعي الذي ينقذ المريض من الموت ولكنه قد لا يعينه على الحياة .. هناك مشروعات مهمة جارٍ تنفيذها قد تساعد علي تعافي مصر وأخرى يجري تنفيذها قد تكون عقبة أمام قدرتها علي الحياة الطبيعية ... استقلال القرار السياسي كما قال الرئيس السيسي  قبل يومين  يحتاج لصبر وتحمل ولكن المعلوم بالضرورة ان الصبر يحتاج اصحابه للأمل فيما هو قادم من الايام ،  والتحمل يحتاج أهله للعدل في توزيع الآلام .. استقلال القرار السياسي ليس توجها او اختيارا وانما يجب أن يظل في كل الظروف إرادة سياسية لا تقبل المساومة تحت اي مسمي .. تحالفات مصر الاقليمية خلال ثلاثين عاما لحكم مبارك قزمت مصر وعزلتها وأخرجتها من افريقيا وجعلتها دولة  تجلس علي مؤخرتها الممتدة لسبعة الاف سنة دون قدرة حقيقية على الوقوف والسير للأمام وحجز مكان لها في في ساحات المستقبل .. اليوم يسابق الرئيس السيسي الزمن بإنجاز عدد من المشروعات التي لا دولة بدونها .. شبكة طرق - محطات كهرباء - استزراع اراضٍ جديدة - تنمية الثروة السمكية - تعظيم الاكتشافات الجديدة من الثروات الطبيعية ، وأفهم ان الرجل يتطلع الى أن يقدم لشعبه كشف حساب مع نهاية الفترة الأولي لرئاسته ويقول لهم أنا ومن معي انجزنا كذا وكذا  .. توجهات الرئيس تعبر عن عزم لا يلين وعن روح مقاتل أتى من خلفية عسكرية يشرف بها .. ما اتمني  علي الرئيس أن يهتم به ويقاتل من اجله هو التعليم ومخصصاته .. التعليم والعصر .. التعليم وفلسفته .. التعليم ومن يتولي أمره من رجال ذوي خيال وليس موظفين خبرتهم كلها في استنبات بذور جديدة للبلادة  .. الأمر الثاني أن يهجم على الفاسدين هجمة رجل يعلم أن الفاقد في هذه الدولة  بسبب الفساد يفوق ميزانيتها العامة .. مصر لكي تستعيد قوتها ودورها فلن يتحقق لها ذلك بالسير في دروب دولة مبارك وإنما في طريق جديد يليق بالناس  وأحلامهم .. لايزال أمام الرئيس السيسي فرصة تاريخية لحشد الناس خلفه للبناء والابداع شرط أن يفرش لهم الطريق بالعدالة ودولة القانون .