رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وقفنا فى المقال السابق عند أحد أشهر يهود الدونمة، وهو توفيق روستو آراك، أحد أقرب خلصاء أتاتورك الذى عمل وزيرا للخارجية من عام 1925 حتى وفاة أتاتورك عام 1938.

وتبدو الصورة كما لو كانت الدولة التركية الحديثة مؤامرة صهيونية سرية تسيطر على تركيا من خلال يهود الدونمة، فجذور أتاتورك التى تحمل شكوكاً يهودية قوية تم منع الحديث عنها لحقب عديدة عن طريق حكومة تركية منعت تماماً أى نقد أو خوض فى ماضى أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، ورغم ذلك بدأت سيرته فى الظهور والخوض فى ماضيه خارج تركيا أول الأمر من خلال نشرات وكتب لمؤلفين يهود كان من أشهرها الكتاب الذى نشر عام 1973 بعنوان «اليهود السريون» لمؤلفه الحاخام يواقيم برنس، والذى قال فيه إن أتاتورك ووزير ماليته داود بك كانا من أخلص يهود الدونمة وكانا فى صحبة جيدة لأن الكثير جداً من شباب تركيا الفتاة الذين كونوا الوزارة الثورية الجديدة بعد استيلاء أتاتورك على السلطة كانوا يصلون لله علناً، أما سراً فكان نبيهم الحقيقى هو سباتاى زيفى مسيح سميرتا المزعوم، وفى جريدة نيويورك  صن بتاريخ 28 يناير عام 1994 كتب هليل هالكين أن أتاتورك كان يحفظ صلاة «شيما إسرائيل (أى اسمعى يا إسرائيل)»، وأنها صلاة هالكين نفسه، وقد استخرج هذه المعلومة من سيرة ذاتية للصحفى إيتامار بن آفى الذى زعم أن أتاتورك الذى كان عام 1911 ضابطاً شاباً برتبة نقيب صرح بأنه يهودى فى أحد بارات القدس وسط مجموعة من رفاقه فى ليلة شتاء ممطرة، وبالإضافة لذلك كان أتاتورك وهو صغير يدرس فى مدرسة «سمس أفندى» بمدينة سالونيكا، وكان يديرها أحد يهود الدونمة اسمه سيمون زفى، وقد نشر هالكين فى نيويورك صن مقالاً عن رسالة إلكترونية من صديق تركي يقول: «أنا أعلم الآن دون أدنى شك أن أسرة والد أتاتورك كانت يهودية».

وكان تأييد أتاتورك وأعضاء تركيا الفتاة للصهيونية ولإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وخلال حكم النازيين لأوروبا.. مما عزز الرابط بين إسرائيل وتركيا، وقد أفصح مقال نشر فى 8 مايو عام 2007 فى مجلة فوروارد عن أن يهود الدونمة كانوا مسيطرين على القيادة التركية بدءاً من رئيس الجمهورية وحتى الدبلوماسيين الأتراك، وجزء كبير من العسكريين والمثقفين والاقتصاديين والنخبة التركية.. وهكذا ظلت تركيا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية ولم تنضم للحلفاء..ولكن ذلك الحياد حرم جيش هتلر من طريق مضمون إلى آبار النفط فى باكو.. وفى كتاب «يهود الدونمة المتحولون للإسلام.. الثوريون المسلمون والعلمانيون الأتراك»، يقول البروفيسير مارك دافيد باير إن كثيراً من الدونمة اعتلوا القيادات العليا فى الجماعة الصوفية.. ورداً على هذا الود بين إسرائيل وتركيا لم تعلق إسرائيل على المذبحة التى قامت بها تركيا العثمانية عام 1915 ضد الشعب الأرمنى الذى كان خاضعاً للدولة العثمانية عندئذ، ولم تسم إسرائيل ما حدث بأنه جريمة إبادة أجناس حتى لا تتوتر العلاقة بينها وبين حلفائها العسكريين والدبلوماسيين فى تركيا، ورغم ذلك فكثير من الأدلة المتوافرة تؤكد أن جريمة إبادة الأجناس التى ارتكبتها تركيا العثمانية ضد الشعب الأرمنى عام 1915 كانت من تدبير قيادة الدونمة فى جعبة تركيا الفتاة بالجيش العثمانى.

والمؤرخون من أمثال أحمد رفيق الذى كان ضابط مخابرات فى الجيش العثمانى عندئذ، أكد أن هدف ضباط تركيا الفتاة كان تدمير الشعب الأرمنى الذى كانت أغلبيته مسيحية، وتحت توجيه من أتاتورك طرد ضباط تركيا الفتاة اليونانيين المسيحيين من المدن التركية، كما حاولوا ارتكاب جريمة إبادة على نطاق أصغر ضد الآشوريين، وكان أحد أفراد تركيا الفتاة ويدعى محمد طلعت فى مدينة سالونيكا هو الذى قام بتنفيذ جريمة الإبادة ضد الأرمن والآشوريين، وكان هناك جندى مرتزق من فنزويلا يعمل فى الجيش التركى يدعى رافائيل نوجالس قد سجل فى مذكراته عن جريمة الإبادة أن محمد طلعت كان يسمى فى سالونيكا «يهودى سالونيكا المنحل»، وقد اغتيل طلعت فى ألمانيا عام 1921 بيد أحد الأرمن الذى فقد كل عائلته فى المذبحة التى نظمها طلعت.

ويعتقد بعض المؤرخين أن كبار رجال الأعمال من الأرمن كانوا هدفاً مهماً ليهود الدونمة الذين كانوا يرون فيهم منافسين أقوياء لهم.

ونقف عند هذه الفقرة لنستأنف فى المقال التالى باقى قصة الجرائم المنكرة التى قامت بها تركيا الحديثة العلمانية، ولذلك فلا يدهشنا أن يقوم أردوجان سليل تركيا الحديثة الذى أصبح زعيماً إسلامياً بقدرة قادر، بكل الجرائم التى يرتكبها بأيدى عصابات المرتزقة التى ينظمها ويسلحها ويطلقها على الشعب السورى وغيره من العرب بل على الشعب التركى نفسه بعد فشل الانقلاب الأخير ضده.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد