رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

وماذا إذن عن تنفيذ عقوبة الإعدام؟

كان التنفيذ علناً، أمام الجماهير، يختارون مكاناً فسيحاً، أو ميداناً، أو ساحة خارج المدينة حتى يتمكن أكبر عدد من «المشاهدين» رؤية عملية تنفيذ الإعدام، بالطريقة التى اعتادت السلطة تطبيقها، بالمقصلة أو قطع الرقاب بالسيف أو نصب المشنقة.. إلخ.

تماماً مثل ملعب الكرة، والجمهور يصفق للعبة الحلوة، أيضاً كانوا يصفقون للجلاد الذى «يفصل الرأس عن الجسد» فى ثوان معدودات.

إذن هو مهرجان «دموى» يحضره الجميع، النساء والأطفال والرجال من كل لون وجنس.

وكان المقصود من العلانية هو تحقيق أثر العقوبة فى الناس حيث الرهبة والرعب فى النفوس، ولكن رغم هذه العلانية، هل كف المجرمون فى كل الحالات عن ارتكاب الجرائم، وهل نضب نهر الدم بالنسبة للقاتل والقتيل على حد سواء؟

التجربة تقول العكس تماماً..

لم يكن التنفيذ العلنى سوى مهرجان دموى ولم يؤد إلى ما تصوره المشرع فى التنفيذ.

لقد قص لنا الباحث المدقق كويستلار فى مؤلفه عن «خواطر حول عقوبة الإعدام» عن قائمة بأسماء متهمين حكم عليهم بالإعدام وثبت حال استجوابهم أنهم كانوا قبلاً قد شهدوا تنفيذ الإعدام فى متهمين آخرين، وضرب مثلاً أيضاً باللصوص الذين كان يحكم عليهم بالإعدام علناً أيام كانت السرقة فى فرنسا وبريطانيا يعاقب السارق فيها بالإعدام، أشار إلى أن كثيراً من اللصوص «كانوا ينتهزون فرصة تجمع الجماهير لمشاهدة تنفيذ الإعدام، ويقومون - رغم ذلك - بارتكاب السرقة».

وفى إحصائية إنجليزية جاءت نتيجتها تدعو للدهشة حقاً، حيث إنه نفذ حكم الإعدام فى «250» محكوماً عليه، كان من بينهم «170» سبق لهم مشاهدة تنفيذ الإعدام فى آخرين مرة ومرتين، ونسبة أخرى تكاد تصل إلى حد الإجماع، حيث إنه عام 1886 ثبت أنه من عدد «167» محكوماً عليه بالإعدام ونفذ فيه الإعدام، كان من بينهم «164» سبق لهم مشاهدة علانية التنفيذ فى آخرين، والإحصائيات صادقة: فأين الخوف والرهبة وخشية الموت «معلقاً على المشانق أو واضعاً رأسه فى قسوة بين فكى المقصلة».

ومن هنا كان استخلاص علماء الاجتماع أن جسامة العقوبة مع بشاعة تنفيذها لا تعتبر خط الدفاع الأول ضد الجريمة، وأن تشديد العقوبة - حتى الموت - ليس كافياً لعلاج الجريمة والمجرمين.

وعن بشاعة التنفيذ علانية، يكفهر وجه البشرية حال استعراض وسائل تنفيذها وقصوته، «لقد لطخ وجه الحضارة الإنسانية بالعار وهى تستعرض كيفية التنفيذ».