رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

قال فى حدية وهو يميل عليه بجسده الضخم وكأنه يهم بلكمه فى وجهه: «لا ما ينفعش شيل يا أستاذ العصير ممنوع تشرب أو تجيب أى حاجة من بره النادى أُمال إحنا قاعدين نعمل إيه؟».. رد عليه الشاب المهذب الجالس مع خطيبته وحماته بهدوء: ده مش مشروب ده محلول دواء.. فتابع النادل أو الجرسون: وأنا إيش عرفنى لو سمحت شيله من على الترابيزة أنت هتجبلنا الكلام»، واستمر الجدال الحاد دقائق اضطر بعدها الشاب إلى ازدراد المحلول فى جوفه بدلاً من شربه على دفعات لينهى الموقف وهو يتصبب خجلاً وعرقًا من أسلوب معاملة الجرسون «الفتوة» بنادى الإعلاميين الاجتماعى الكائن على كورنيش النيل، كنت أراقب الموقف عن قرب أنا ومجموعة من زميلات وزملاء الإعلام، وأتمزق غضبًا، وأهم بالوثب على الجرسون لرد إهانته للشاب، غير أن كلمات الزملاء اثنتنى لعدم تعريضى للإحراج، قالوا «لا تحرجى نفسك فكل من يعملون بالنادى بلطجية لن يتورعوا عن إهانتك، وساعتها لن نسكت وقد يتحول الأمر لمشاجرة بالأيادى ونهين مراكزنا»، وسكت على مضض وأنا أتمزق، لأنها ليست الواقعة الأولى التى يتعرض فيها رواد النادى للإهانة والزعيق والبهدلة من الجرسونات الطوال العراض الذين تم اختيارهم بعناية لإرهاب الرواد والبلطجة عليهم غير عابئين بمراكز ومكانة هؤلاء الإعلاميين فى المجتمع، لأن الجرسونات بكل بساطة موظفين معينين يتقاضون رواتبهم كل آخر شهر بكل اطمئنان، دون خوف من أى عقاب وغالبًا هم مسنودون.

الكارثة تجسدت لدى ليس لبلطجية الجرسونات ولا مسئولى الأمن بالنادى الذين يخضعون الرواد للتفتيش الذاتى لمنع دخول أى مأكولات أو مشروبات من خارج النادى رغم عدم وجود أى قرار أو لائحة تقر هذه التصرفات من مصادرة لحريات وحق الأعضاء، بل الكارثة تمثلت لدى فى صمت وقبول الإعلاميين أصحاب الأقلام والرأى والمكانة فى المجتمع لهذا الوضع المهين، وتساؤلى «هو مين مأجر لمين، النادى مأجر مكانه من المطعم ولا المطعم مأجر من النادى، ولا إيه الحكاية بالضبط؟»، ليس هذا فقط بل الأكثر «قرفًا» سوء الخدمة ورداءة المأكولات والمشروبات، الكباب والكفتة بقايا لحوم عفنة وغير مطهية، الدجاج بدمائه ورائحته وطعمه «زفارة»، أما الأسعار فحدث ولا حرج، كوب الشاى مغموسة به ورقة نعناع واحدة بستة جنيهات والمفترض أنه مدعوم من النادى، وقس على هذا باقى المشروبات، أما المكان فهو خرابة، المفارش قذرة، أسفلها «تربيزات» من «الأبلكاش» القذر المحطم، المقاعد متهالكة وعليها قطع من الإسفنج الممزق العفن، فى حواشى النادى قاذورات وأقسم بالله الأبراص والصراصير تنتشر حول الرواد وعلى الجدران ونطاردها بالأحذية وسط ابتسامات بلهاء من الجرسونات والأمن، ناهيك عن مياه النيل المحيطة بالنادى التى يتم إلقاء كل المخلفات فيها، لتجلس وترى أمامك تلالاً منها وكأنك جالس أمام «ترعة» مجارى وليس على كورنيش النيل، وقبل موعد الإغلاق بأكثر من ساعة، يأتى الجرسون بكل بلطجة لـ «ينتش» من أمامك مفرش الترابيزة غير عابئ بأشيائك المرصوصة فوقه، ليعلن لك عن موعد مبكر للرحيل، ويقف الجرسونات فوق رؤوس الرواد لطردهم لكسب وقت راحة أكبر، الكارثة الأكبر أن انتخابات النادى ستجرى قريبًا ولا يعرف أحد من سيختار، ولماذا يختار، وماذا سيعطى القادمون الجدد، بعد كل سيئ قدمه مجلس الإدارة الحالى، إذا كان هذا هو حال نادى الإعلاميين الاجتماعى لأصحاب الرأى والأقلام، فمؤكد أن مصر صارت للبلطجية وقل على البلد وعلى صمتنا واستسلامنا وعلى أى تغيير السلام.. وللحديث عن بلطجية مصر بقية.

[email protected]