رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

كلما تحدث الرئيس عن قرارات صعبة أضع يدى على قلبى.. وكلما تحدث رئيس الوزراء عن قرارات مؤلمة أقول ربنا يستر.. قدر الرئيس أن يتصدى للقرارات الصعبة والمؤلمة معاً.. يعرف أنه سوف يفقد جزءاً من شعبيته.. ويعرف أكثر أنه لا يوجد حل آخر، وإلا سوف نغرق جميعاً.. اضطر للاقتراض وسوف يضطر لتحمل ردود فعل موجات الأسعار.. الناس تعبت واتخنقت.. السبب لأننا لم نعد دولة زراعية منتجة، وإنما دولة موظفين!

زمان كنا نقرأ فى كتب المدارس، أن مصر بلد زراعى من قديم الأزل.. وكنا نأكل من بيوتنا لحوماً ودواجن وبيضاً وجبناً ولبناً.. كان آباؤنا لا يشعرون بالقلق، حين يطب عليهم فجأة أى زائر.. وفى الغالب كانت الزيارات كلها مفاجآت.. فلم يكن هناك تليفون ولا موبايل ولا واتس آب ولا ماسنجر، مع ذلك لم تكن الأسر ترتبك أبداً.. الآن لم نعد نعرف إحنا مين؟.. لا نحن بلد زراعى ولا صناعى.. إحنا موظفين ناكل بالنوتة، وننتظر آخر الشهر!

وربما يكون لهذه المقدمة أسبابها الآن.. أريد أن أقول للرئيس السيسى: بشويش يا ريس.. خد بالك من الذى سوف يتحمل القرارات الصعبة؟.. الموظفون فى النهاية هم من سوف يتحملونها.. بلادنا لم تعد تنتج أكلها وقوت يومها.. لا لحوماً ولا فراخاً ولا لبناً ولا جبناً.. أهلها لا يقيمون فى بيوتهم الخاصة، وإنما فى بيوت مستأجرة.. يعنى حين تقسو عليهم المعيشة سوف يخرجون من بيوتهم إلى سراب.. وسوف لا يجدون ثمن اللقمة الآن!

صحيح أن مصر تعيش ظروفاً قاسية.. وصحيح أنه لابد من قرارات قاسية لإنقاذ الوطن.. لكن لماذا يدفع الثمن جيل واحد؟.. الذين أخذوا القروض زمان هم أجدادنا وآباؤنا.. الذين تفشخروا هم الرؤساء السابقون.. أنت الآن عليك عبء رفع الدعم والتصدى للقرارات المؤلمة.. خد بالك تانى: بشويش يا ريس.. ارتفاع الأسعار سوف يقصم ظهور الموظفين.. شعبك الآن موظفون.. سبعة ملايين فى دواويين الحكومة وحدها.. انتبه من فضلك!

سيدى الرئيس ادرس الأمور بجدية.. ليست بطولة أن تتصدى مرة واحدة.. ليست بطولة أن تعلن أنك لن تتردد فى اتخاذ الإجراءات القاسية.. عندك ملايين عايشين على معاش الضمان الاجتماعى.. وغيرهم على إعانات الجمعيات الخيرية.. عندك غيرهم عايشين على مرتبات تشبه مرتبات الشؤون الاجتماعية.. اعقلها وتوكل.. ليس عندك شعب يزرع.. خذه أولاً إلى الصحراء الواسعة.. ساعتها قد يأكل مما ينتجه، لابد من تهيئة التربة أولاً!

لا تخاطر يا ريس.. مصر الآن غير مصر الستينيات.. الناس غير الناس، والمتربصون كثر.. واللاعبون فى الماء العكر أكتر من الهم على القلب.. نعم أنت تخشى على الأجيال القادمة.. طب والأجيال الحالية ذنبها إيه؟.. لا تخاطر.. ادرس الخطوات القادمة.. اشرك المجتمع معاك.. اعمل حواراً مجتمعياً.. ولا تنفرد بالقرار!

 

آخر كلام:

من النكت التى سمعناها منذ أيام أن بائعة الفجل والجرجير رفعت سعر الحزمة، فلما سألناها: ليه يا ستى إن شاء الله؟.. قالت: الدولار يا بيه بكام؟.. وهى قصة لها دلالتها.. نحن لا نزرع أكلنا ولا ننتج لقمتنا.. أصبحنا موظفين.. تخيلوا ما هو شكل الزيادات القادمة؟.. وما هى القرارات المؤلمة؟.. ادرسها يا ريس.. ولا تخاطر!