عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يدهشني جداً، أن يتصور الذين يتابعون سباق الانتخابات الأمريكية، ولو للحظة واحدة، أن هيلاري كلينتون أفضل كمرشحة، من دونالد ترامب!

يدهشني جداً، أن يتصور البعض بيننا، هذا الأمر، ويدهشني أكثر، أن يتوقع هذا البعض نفسه، أن يكون موقف الولايات المتحدة معنا، أو مع غيرنا، أفضل إذا ما فازت هي ودخلت البيت الأبيض!

إنني أريد فقط، أن أنعش الذاكرة بما كان منها، وقت ثورة 25 يناير، أو بعدها!

فلقد قالت مراراً، في كتاب مذكراتها، وفي غير كتاب مذكراتها، انها وقت الثورة كانت تختلف مع الرئيس «أوباما»، في موقفه مع «مبارك».. فـ«أوباما» خرج يطلب من «مبارك» ترك السلطة «الآن».. وكررها  ليقول «الآن» تعني «الآن»!

«هيلاري» من ناحيتها تقول انها كانت مع أن يبقي «مبارك» في منصبه، إلي سبتمبر 2011، وهو الموعد الطبيعي لاجراء الانتخابات الرئاسية وعندها يمكن أن يتقدم غيره، ويبتعد هو، لتسير الأمور في مصر، دون مفاجآت ودون مطبات سياسية عنيفة، من نوع ما رأيناه بعد تخلي الرئيس الأسبق عن الحكم!

كان هذا هو رأيها المعلن، و لم يكن رأيها وحدها، ولكن كان يشاركها فيه، السفير فرانك وزنر، الذي أوفده الرئيس الأمريكي للقاء مبارك، في شرم الشيخ بعد اشتعال الثورة بساعات!

ولأن الرئيس الأمريكي كان له رأى آخر، فإن «وزنر» قد اختفي بعدها، لأنه ليس من المتصور أن ينفذ السياسي، سواء كان هو «وزنر»، أو غيره، سياسة ليس مقتنعاً بها!

إلا «هيلاري».. التي استمرت مع «أوباما» فيما بعد تخلي «مبارك» عن السلطة، تنفذ من السياسات كوزيرة للخارجية، عكس ما كانت تقوله وتصدره لنا، في أثناء الثورة.. فهل هذه امرأة، يمكن أن نثق في كلمة مما تقوله، كسياسية؟!.. مستحيل طبعاً!

إن ألف باء المنطقة يقول، انها كان عليها، أن تبتعد مباشرة، كوزيرة خارجية، بعد خروج «مبارك» من الصورة، لا أن تستمر لتقول لنا كلاماً، وتطبق عكسه!

ليس هذا فقط.. ولكن أرجو أن نعود إلي تصريحاتها، بعد اجراء انتخابات الرئاسة عندنا في 2012، بساعات، وكيف انها كانت تستعجل إعلان النتيجة بشكل صريح، ومعلن، وسافر.. وكانت تكاد تقول: أعلنوا فوز محمد مرسي بالرئاسة!

وطوال فترة حكم الإخوان، كنا نراها تتردد علينا، وتزور «مرسي» في قصر الرئاسة وتردد علي أسماعنا ما يشير إلي أن مجيء الإخوان إلي السلطة، كان شيئاً علي هواها تماماً.. بل انها كانت من بين الذين هيأوا الأمور، إقليمياً، ودولياً لأن تكون الجماعة الإخوانية في الحكم في أكبر وأعرق بلد عربي!

امرأة بهذا التاريخ، لا يمكن أن تكون محل ثقة منا، ولا من غيرنا، لأنها ببساطة، بلا أي مبادئ سياسية.. وهي مستعدة كما فعلت معنا، لأن تفعل عكس ما تعتقده، وإذا كان هناك بيننا من لا يزال يتوقع منها خيراً، أو من لا يزال يثق فيها بعد كل ما رأيناه منها، في أثناء 25 يناير، وبعدها، فهو إنسان بلا ذاكرة!