رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الدولة الإسلامية المسماة «داعش»، أكدت بصمتها بموجة من الإرهاب فى إسطنبول وبغداد وبنجلادش والسعودية، وأورلاندو، فلوريدا؛ حاصدة مئات الأرواح. وأتى هذا فى ظل الإعلان عن الهيكلة الفعلية لتلك الدولة؛ بما فيها من «مجلس الشورى» القائم بأعمال أمير التنظيم فى الكثير من الأحيان؛ والولايات وعددها 35 ولاية متوزعة فى عدة دول، 19 منها فى سوريا والعراق، و16 فى دول أخرى. وهيئاتها ومكاتبها الرسمية. وفى الحقيقة أن هجمات «داعش» لا تزال قوية وقابلة لتطبيق استراتيجيتها العالمية لتقويض الدولة الحديثة، وتوسيع خلافتها، وإشعال فتيل حرب طاحنة مع الغرب. والواقع يقول إن الولايات المتحدة فاشلة فى محاربة «الدولة الإسلامية» وحماية أرضها وعليها صياغة استراتيجيتها لمواجهة «داعش» عالمياً، بدلاً من التركيز على نجاحات تكتيكية فى العراق وسوريا. لأن داعش تتصرف من موقع قوة؛ ولا تخطط للبقاء فى سوريا والعراق فقط، بل تفكر بالنمو على مستوى العالم فى المدى القريب. وبالتالى من الخطأ افتراض أن داعش فقد قدراته العسكرية بسبب عدم استعادته لأية مدينة من التى خسرها حتى الآن. ففى معظم الحالات اختارت «الدولة الإسلامية» الانسحاب بدلاً من القتال حتى الموت، وهذه علامة على السيطرة، والحسابات العسكرية، والنية للحفاظ على قوة للعمليات المستقبلية. والواقع يقول إن قدرة «داعش» على المناورة التقليدية لا تزال موجودة بما أنها تتمكن من تنفيذ انسحابات تكتيكية، كما انها لا تزال تستخدم هذه القدرة فى الدفاع النشط عن تواجدها فى سوريا. والطريقة التى تتصرف بها «داعش» فى العراق وسوريا تبدو منطقية، متوقعة، وموجهة لتهيئة الظروف لمرحلة جديدة من النمو بعد خروج الولايات المتحدة من المنطقة. وهى تحاول كسر الدول الحديثة بصورةٍ متتالية. وبعض هذه الدول، خصوصاً الأردن، تحت ضغط شديد. الأردن ولبنان باتا عرضة لانهيار الدولة تحت وطأة الهجمات الإرهابية، وتدفقات اللاجئين، والأفق السياسى المسدود. وعلينا أن نعلم جميعا أن أمريكا إذا أرادت القضاء على داعش لفعلت فهى صنيعتها. وبخلاف رواية إدارة أوباما حول ضعف «الدولة الإسلامية»، فإن داعش تبدو أنها تربح بوضوح معركتها مع استراتيجية الولايات المتحدة فى المنطقة. ونشاطاتها العالمية، خصوصاً الهجمات فى الغرب، ليست محاولات لصرف الانتباه عما يجرى فى المنطقة. بل هما شقّان من استراتيجيتها لتحضير شروط حرب عالمية بين المسلمين وغير المسلمين. ويمكن ان تكون هذه الاستراتيجية ناجحة جداً، لأن «الدولة الإسلامية» ليست اللاعب الوحيد الذى يدفع المجتمع إلى استقطاب أكبر. ولا يبدو أن أحداً يريد أن يتحدث عن إعادة إعمار العراق وسوريا، ولكن شيئاً من هذا القبيل سيكون مطلوباً. وإلا فإن هذه الدول ستسقط مرة أخرى فى غضون سنوات قليلة. والآن وبعد انقلاب السحر على الساحر، فإن على الولايات المتحدة أن تكون مرنة فى التعامل مع صنيعتها . وإذا لم تفعل ذلك، فإنها تخاطر كما فعلت مرارا؛ ففى عالم انقلب رأساً على عقب؛ كل شيء من الممكن حدوثه؛ ومن أشعل النيران قد لا يستطيع إطفاءها.