رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسقاط حكم الإخوان المسلمين على يد أكثر من 30 مليون مصرى يوم الثلاثين من يونيو 2013 حدث يعادل فى أهميته وتأثيره على مصر لألف عام قادم التخلص من الفرس والرومان والعثمانيين والإنجليز.. حدث ربما لم يطل منه حتى هذه اللحظة إلا الرأس أو العنوان أما الغاطس من التأثير المزلزل للتاريخ فلا يزال كامنا تحت السطح.. عبقرية مصر الحقيقية التى كتب عنها الراحل دكتور جمال حمدان تحركت فى كل مدن وقرى وكفور مصر يوم الثلاثين من يونيو 2013 دفاعا عن هوية وطنية استقرت من آلاف السنين تقول إننا شعب نهرى متسامح يزرع ويحصد ويستمتع بالفن والطبيعة ويستلهم الحكمة من نظرة له على مجرى النيل أو استنشاق عطر أرض لم يفارقها يومًا واحدًا .. فصيلة دم المصرى هى مصريته، وجنسيته فى لونه وصوته وغناه ودموعه–أما دينه ففيض من السماء أو من الخلاء–كما كان يصور دوما أديبنا العظيم نجيب محفوظ–دينه فى تعلقه بالحياة حتى لو كان ما يربط المصرى بالشوق للوجود خيوطا من الفقر والقهر.. عبد الفتاح السيسى الذى قدر له أن يكون ضابط ايقاع الانتفاضة التاريخية الكبرى حين انصهر فى نهر عواطف المصريين من اللحظة الأولى التى خطف فيها الإخوان مصر ونصبوا عليها دمية من هلاهيل معتقداتهم المعادية للحياة والحب والرحمة والرقى والحضارة كان فى تلك اللحظة مواطنا مصريا وليس جنرالا.. فلاح فصيح قرأها مبكرًا وأدرك ما تحتاجه الأرض لكى تعود مثمرة بعد عام أسود من العطش الحضارى والخوف الاضطرارى.. كان السيسى فى تلك اللحظة فلاحًا ومعلمًا ودرويشًا وثائرًا وعابر سبيل فى طرق التاريخ المتعرجة.. كان عطارًا يختزن تحت جلده مثل كثير من المصريين بهارات الوطنية وسر الحركة فى الاتجاه الصحيح مهما كانت العواصف عاتية.. السيسى فى 30 يونيو 2013 كان مواطنًا مصريًا رومانسيًا حالمًا عمره ألف عام وحول رقبته التفت حبال الأمانة التاريخية وتعلق بجسارته ما يقرب من تسعين مليون مصرى نزلوا معه إلى محيط الثورة الهادر وركبوا معه سفينة الخلاص وتعاهد الطرفان على استرداد مصر المخطوفة ولم يكن أمامه وأمامنا إلا أن ننتشل مصر من جب الكراهية الإخوانية الذى سقطت فيه حولاً كاملاً.. ولأن الشعوب حين تتعلق بالحياة لا تموت فقد عدنا جميعا بمصر عروس التاريخ لتجلس من جديد على عرش الوجود تغنى حتى وهى جريحة وعليلة «أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى–إن مجدى فى الأوليات عريق من له مثل أولياتى ومجدى–أنا إن قدر الاله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى».. ما حدث يوم 30 يونيو قد يكون سطرًا بارزًا فى ذاكرتنا المعاصرة ولكنه سيبقى زلزالًا تاريخيًا بيد مصر مفاتيحه وستبقى.. وللرئيس عبد الفتاح السيسى كل الحق أن نهنئه بيومنا ويومه ويوم مصر وإذا كنت من الناقدين لبعض من سياسات الرجل فهذا هو الأمر الطبيعى لأن من أتت به المقادير حاكما فعليه أن يكون ممتنا لمؤيديه وأكثر امتنانا لناقديه لأنهم عليه وعلى مصر أحرص.

[email protected]