عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

هل أخطأت الحكومة بتنظيم حملتها القومية لترشيد استهلاك الكهرباء.. في شهر رمضان. لأنه وببساطة «شعب مصر شعب سهير» يعشق السهر ويموت في الليالي الملاح.. ونسي تماماً انه كان يسابق الطير في الاستيقاظ بذهابه إلي عمله، بمجرد شروق الشمس.

نسيت الحكومة كل ذلك، وبدأت حملتها في «شهر السهر.. والطعام» ولن تستطيع اغراءات أي حملة إقناع الناس بترشيد الاستهلاك.. وبالذات في الكهرباء.. خصوصاً أن الناس- كل الناس- لا يكتفون بأضواء المنازل والمحلات، بل ينزلون إلي الشوارع، حتي فوانيس رمضان الشهيرة، أصبحت تدار هي أيضاً بالكهرباء! ولا ينام الناس- إذا ناموا- إلا بعد الفجر.. ولذلك تساعدهم الحكومة بتأخير موعد ذهابهم إلي العمل ساعة علي الأقل نظرياً.. ولكنها لا تستطيع أن تجبر أحداً علي البقاء مستيقظاً- في المكاتب- ما بين دخوله المكتب.. ومغادرته له.. والنوم سلطان!

< والتليفزيون="" المصري:="" رسمي="" وخاص="" واستثماري="" لم="" يخرج="" عن="" هذه="" القاعدة..="" ولذلك="" تظل="" كل="" القنوات="" تتنافس="" علي="" جذب="" المشاهدين،="" حتي="" وهم="" يتناولون="" طعام="" إفطارهم..="" بدليل="" ان="" أكثر="" البرامج="" شعبية..="" تبدأ="" مع="" مدفع="" الإفطار="" وآذان="" المغرب..="" وراجعوا="" مواعيد="" هذه="" البرامج="" والمسلسلات..="" بل="" الطريف="" ان="" كل="" أسرة="" أعدت="" جداول="" لمتابعة="" هذه="" المسلسلات="" «لا="" يخر="" الماء»="" ويساعدهم="" في="" ذلك="" هذا="" الريموت="" اللعين="" الذي="" يزيد="" من="">

وتستمر البرامج والمسلسلات إلي لحظة الإمساك عن الطعام وموعد صلاة الفجر واحسبوها كام ساعة.. أي 8 ساعات متصلة ما بين طعام وتسالي ومشروبات للبطن.. ومسلسلات وبرامج وتهريج للعيون.

< والمشكلة="" هي="" أن="" رمضان="" هذا="" العام="" يجيء="" ودرجة="" حرارة="" الجو="" فوق="" الأربعين..="" وإذا="" لم="" تكن="" الأسرة="" تنعم="" بجهاز="" تكييف..="" فإنها="" تمتلك="" أكثر="" من="" مروحة="" لتحريك="" الهواء="" الراكد..="" ويجيء="" مخزون="" الطعام="" الذي="" يبتلعه="" المصري="" ليزيد="" من="" حرارة="" الجسد،="" وبذلك="" يلجأ="" الناس="" إلي="" مبردات="" الهواء..="" ومبردات="" المياه..="" وكل="" ما="" هو="" بارد..="" وكله="" مدفوع="">

وقد تكون الحكومة أرادت الاستفادة من «سهر الناس» لتغزو أفكارهم باعلانات ترشيد الطاقة في هذا الشهر الفضيل. ولكنها لم تكن موفقة بالمرة وهي تبدأ معركتها القومية هذه.. في شهر معروف بالاسراف في الاستهلاك! وتلك حقيقة فاتت علي الحكومة، أو علي الأقل علي الذين خططوا لهذه الحملة.. وبالتالي تكون الحكومة قد تحملت الثمن الغالي لدقائق الاعلانات- في هذا الشهر غالي الثمن في كل شيء- دون فائدة تذكر.

< أم="" ياتري="" رأت="" الحكومة="" أن="" تدخل="" لعبة="" اعلانات="" رمضان="" من="" باب="" وجود="" نسبة="" عالية="" للغاية="" من="" المشاهدين..="" دون="" أن="" تعلم="" انها="" بذلك="" تساعد="" علي="" زيادة="" الاستهلاك..="" بزيادة="" السهر!="" إلا="" إذا="" كانت="" الحكومة="" قد="" حصلت="" علي="" خصم="" مادي="" في="" فترة="" ذروة="" الاعلانات..="" وأعترف="" هذه="" الحملة="" مطلوبة="" وبشدة="" بعد="" أن="" تعاظم="" اسراف="" الناس="" الكهربي..="" ولكن="" التوقيت="" جاء="">

< وللأسف="" سوف="" تخفت="" أصوات="" هذه="" الحملة="" بعد="" رمضان.="" ولكنها="" تطرح="" أمامنا="" فكرة:="" هل="" نملك="" القدرة="" علي="" اصدار="" قرار="" بتحديد="" ساعات="" الارسال="" التليفزيوني..="" وإذا="" طبقنا="" ذلك="" علي="" التليفزيون="" الرسمي..="" هل="" نملك="" تنفيذه="" في="" باقي="" المحطات..="" أم="" يعتبر="" تدخلاً="" في="" حياة="" الناس="" الشخصية.="" تلك="" قضية="" حيوية="" تبحث="" عن="">