رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

أوقف جهاز حماية المستهلك أحد الإعلانات التى يقدمها أطفال صغار وقد صرح بأن بالإعلان «إيحاءات جنسية، ومشاهد تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع المصرى»، هنا تكمن المشكلة الحقيقية، وهى الإيحاء بصدر الأم، فهذا الجهاز لا يرى أى أهمية لحقوق الأطفال ولا أهمية لاستخدامهم ومدى تأثير ذلك عليهم، ولكن المهم ألا يتناولوا أى شىء يخدش حياء المجتمع الرقيق الذى لا يتحمل التلميح لصدر الأم ولو من بعيد.

ولكن هذا المجتمع ومعه جهاز حماية المستهلك لا يشعر بأى غضاضة أو عار مع إعلانات المتسولين التى تهين الأطفال المصريين والعائلة المصرية بكل فجاجة واحتقار، والتى تستخدم مواطنين عاديين من أجل التسول. ألم يشعروا بأى خروج على التقاليد والعادات من إعلان بنك الطعام الذى يصور أسرة مصرية فى ريف مصر تتصارع على طبق طعام شبه فارغ مع صوت مغنى حاد ومنفر يحث الناس على مساعدتهم؟ ألم يشعروا بالعار والخزى من إعلان النحنونة مقدمة برنامج «رزايا الخير» التى تعرض الأطفال على الشاشة يبكون ويتسولون بشكل لا إنسانى، أو الإعلانات التى تتفاخر بأنها أطعمت ٢ مليون  على الفطار؟ أو الإعلان الذى يتفاخر بكرتونة رمضان؟ أو الإعلان الذى يضم مجموعة كبيرة من الفنانين من أجل توزيع قطع ملابس قديمة؟  ألا يشعرون بالخجل؟  ألا يفكرون فى صورتنا وكل البلاد تشاهد خيبتنا على الشاشات التى أصبحت مرتعًا للمتسولين والمبتذين وهواة تلميع أنفسهم؟

إن هذه الجمعيات لا تفرق كثيرًا عن «زيطة صانع العاهات الذى صوره أستاذنا العظيم نجيب محفوظ» قد لا تصيب هذه الجمعيات بعاهات جسدية مثل «زيطة» ولكنها تسبب لهم عاهات ومشاكل نفسية تظل تطاردهم طوال حياتهم، ولكن جهاز حماية المستهلك لا يرى شيئا خادشًا للحياة ويستحق المنع إلا ما يراه الذى فى عقولهم وقلوبهم مرض أى الإيحاءات الجنسية؟ أى الإيحاء عن صدر الأم؟ يا نهار أغبر، إن صدر المرأة الذى يقتات منة الطفل  ليس عورة بل  باعث الحياة.

أنا لا أدافع عن إعلان «التاندو» ولا «الماندو» أو أى عبث سخيف ومبتذل يتحفنا به صانعو الإعلانات المريضة، ولكن أطالب بوقف كل الإعلانات التى تستغل الأطفال وتستغل حاجة الناس. إنى أتعجب من القسوة والجرسة وقلة الإنسانية التى يمارسها أصحاب الجمعيات والتى تتخفى تحت عباءة الإنسانية؟