رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بينما يحلم كل مواطن فى ليبيا بحوار وطني ومصالحة مجتمعية حقيقية، تخرج بليبيا من هذا النفق المظلم. نجد ما بين الحين والآخر فى المشهد السياسى العالمى  فصلاً جديداً من أكذوبة الاهتمام الدولي بما يجري فى ليبيا الذى أصبح في تراجع مستمر، وأصبح الحراك مقتصراً على محاولات من الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب الأهلية بين فصائل وجماعات مسلحة شاركت في معظمها في مواجهة النظام السابق وإسقاطه. وسرعان ما تقاتلت على السلطة، لتنقسم ليبيا على نفسها ليصبح هناك برلمانان وحكومتان، وزاد الأمر سوءا دخول تنظيم داعش فى الأزمة.. ومن بين تلك الاتفاقات مسودة الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية برعاية الوسيط الأممى برنادينو ليون التى أقيمت فى مدينة الصخيرات المغربية الذى تخلف عنه المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، إضافة إلى اللواء خليفة حفتر، مما يشير إلى صعوبة تنفيذ هذا الاتفاق. والسؤال ما جدوى تلك الحوارات التى يحضرها تيار واحد، هو تيار فبراير المنقسم على ذاته، وليست لديه شعبية.

والغريب أن مواد هذه المسودة غير ملزمة، مما يجعله مضيعة للوقت ليس إلا، ولا يؤدى الى  نتيجة إيجابية، لكونه يفتقد إلى أدوات الحوار الحقيقية، بداية من النية الصادقة لتخليص ليبيا.. فما جدوى دعوة حزب مثل حزب الوطن الذي يترأسه السيد عبدالحكيم بلحاج الذى لم يجنِ إلا عضوا واحدا فى انتخابات البرلمان؛ وحزب التغيير هذا يعنى أنه لا توجد رغبة صادقة للحوار ولا لحل الأزمة في ليبيا. فأبسط قواعد الحوار المجدى هو أن تلم شمل الليبيين والاستماع إلى كل الآراء و كل وجهات النظر، وعلى رأسها كبريات القبائل الليبية التى أُقصيت من هذا المشهد، بما أسموه قانون العزل السياسي. إلى جانب أن العديد من المعارضة الليبية متورطون مع مخابرات بريطانية وأمريكية، إضافة الى أنهم لا يملكون مشروعا وطنيا. مع تصدر المشهد من قبل ما يسمى بالإسلام السياسى الذى يحظى بدعم قطرى تركى، وللأسف ثمة توزيع أدوار بين الإخوان المسلمين وعبدالحكيم بلحاج والتنظيمات الإسلامية الموجودة والمسيطرة على غرب ليبيا.

والنتيجة أن الوضع فى ليبيا غير الذي تحدثوا عنه فى الصخيرات، وغير الذي يجري في أروقة الأمم المتحدة. فبنغازي ملتهبة ومشتعلة.

ولا أحد في ليبيا اليوم من الذين يحملون السلاح من كل الأطراف، مهتمّ بالحوار ؛وطرابلس تحت سيطرة العصابات الميليشيات، والازمات الاقتصادية خانقة. أما ما يحدث في الجنوب الليبي فهو مأساة قوامها مشروع فرنسي قديم ومحاولة لتوطين تبو وطوارق النيجر وتشاد في منطقة سبها، لأن العرب في سبها لا يتجاوز تعدادهم نحو 120 ألفاً ومنطقة الجنوب كلها غنية بالموارد مثلما ذُكر في التقرير: الغاز والنفط والمياه الجوفية وغير ذلك. فهو مخطط فرنسى لصالح أطراف عديدة إلا الليبيين!