رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يبدو أنها عادة أمريكية فى السنة الأخيرة من ولاية أى رئيس أمريكى يبذل جهداً لإحلال السلام على طريقته فى العالم، ولأنه لم يتبق سوى سبعة أشهر ويغادر الرئيس «باراك أوباما» «البيت الأبيض»، نجح فى توقيع الاتّفاق النووى مع «إيران»، تصالح مع «كوبا» وزارها ويُنهى عهده بكلامٍ قاسٍ وانتقادات ضدّ الحلفاء وبينهم «السعودية» و«تركيا»، ويزداد التنافر بينه وبين «بنيامين نتنياهو». هو يسعى أيضاً للإبقاء على التفاهُم مع «روسيا» وإخماد نيران الحروب المُشتعِل مُعظمها فى دولنا العربيّة من دون القدرة حتّى الآن على إنجاز حلولٍ فعليّة لـ«سوريا» و«العراق» و«ليبيا» و«اليمن» و«لبنان»، ومن دون الأمل بأن يُنجز شيئًا لـ«فلسطين».

العالم منقسِم فى تقييم الرئيس الأمريكى قبيل رحيله. ثمّة من رأى فيه أفضل الرؤساء الأمريكيين وأكثرهم ذكاءً وحيوية وأكثرهم رغبةً فى وقف الحملات العسكرية والبحث عن تفاهمات. البعض الآخر اتهمه بالعجز ووصل الأمر ببعض كتّاب الخليج لمقارنته بـ«داعش»، فما المُنتظر من «أوباما» فى ما بقى له من أشهُر فى «البيت الأبيض». نشرت مجلّة Atlantic فى مايو 2016 مقالة بعنوان «عقيدة أوباما» يقول فيها: «السعوديّة» تؤجّج الصراعات فى الشرق الأوسط وتُصدِّر الفكر الوهّابى إلى دول العالم؛الى جانب أنه خلال قمّة APEC قال «أوباما» لرئيس الوزراء الأسترالى السيّد «مالكولم تورنبول» إنّ «السعودية ودول الخليج الأُخرى أرسلت عدداً كبيراً من الأئِمّة وأغدقت الأموال على المدارِس الوهّابية ،حيثُ يُدرَّس الإسلام المتعصِب الذى تفضّله العائِلة الحاكمة فى «السعودية». وحين سأله «تورنبول»، «أليس السعوديّون أصدقاءك؟»، ابتسم «أوباما» قائِلاً «إنها قصّة معقّدة»يقول أيضاً، الحروب والفوضى فى الشرق الأوسط لن تنتهى إلاّ إذا تعايشت «السعودية» و«إيران»، وهو يدفع «السعودية» فى اتجاه «إيران» أو يدفع الجانبين للمُصالحة يقول أيضاً، أصدقاؤنا التقليديون فى الخليج لا يستطيعون إخماد النزاعات الطائِفيّة أو تحقيق نصر ساحق وحدهم؛ الجميع بالطبع كانوا لا يتوقعون هذا النقد اللاذع والمُباشر والواصل إلى حد التجريح من أوباما للسعودية، ولكن يبدو أن الزمن وما يجرى فى هذه المنطقة لم يجرِ مثله منذ الحرب العالمية الثانية، تهجير، قتل، دمار، المنطقة فى خطر شديد وهناك صراعٌ يستعِرّ، ولم يعُد البترول بالأهميّة التى كان عليها منذ سنوات. ففى مناقصة حدثت مؤخراً فى «أمريكا اللاتينية» للطاقة الشمسية بسعر ثلاثة سنتات ونصف السنت اليوم للكيلو وات الواحد، أى الكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية.

 «أمريكا» اليوم أصبحت قادرة على أن تكون دولة مُصدِّرة للنفط،. وفى الكونجرس الأمريكى دار نقاش جدّى قبل فترة حول الوهّابية وعلاقة الوهّابية بالدولة وعلاقة الوهّابيّة بالإرهاب. وهناك مشروع قرارين فى مجلِس الشيوخ يُريدان إعادة فتح ملفّات ما حصل فى الحادى عشر من سبتمبر 2001، وآراء الرئيس «أوباما» بالنسبة إلى الشرق الأوسط قد اختلَفت عن آراء القادة الأمريكيين السابقين، وهو بكلّ وضوح يريد أن يُخفّف من الدور الأمريكى فى «العراق» إلى جانب بلدان المنطقة الأُخرى، على الأقل على المستوى العسكرى، واهتماماته الأساسية تنصبّ فى الواقع فى «آسيا». وعلى مستوى القضية الإسرائيلية–الفلسطينية حاول إيجاد حلول ولكنها كالمعتاد قضية غير قابلة للحل. أما على مستوى قضايا أُخرى فى الشرق الأوسط، لم يفعل ذلك ورأيه كان مُغايراً لما توقعه الجميع، واقترب موعد الرحيل وكشف الحساب لم يقفل بعد!