رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بداية نقرر ونشير الى ما جاء فى القرآن الكريم عن النفس البشرية والصراع ما بين الخير والشر وما بين الحق والباطل، وإن كان للباطل جولة كما قال الزعيم سعد باشا زغلول فللحق ألف جولة وجولة.

وماذا جاء توكيداً لهذه المعانى قول الله سبحانه وتعالى: «ونفس ما سواها فألهمها فجورها وتقواها»، ومع علم النفس الجنائى وموقفه فى مواجهة صريحة مع عقوبة الاعدام.

أقوى حجة أن تقف وجهاً لوجه مع الجانى:

من هو؟ وما هى التربة الأولى الذى تربى فيها؟ الأصل والصحاب والأنداد.. من هم؟ جاهل أم تلقى قدراً من الثقافة والتعليم وكانت له إرادة ورؤية ومدارك؟ الانسان وحده أو هو فى الجماعة يحيا، فإذا مات كان وحيداً؟

النفس البشرية ذلك «المجهول» الذى حارت البرية فى الغوص فى «جوانياته» وما قدم إن هو الا محولات لكشف طلاسم النفس البشرية، ومع هذا مازال الوجود اللامرئى مجهولاً حتى للأطباء.

تعالوا ندخل داخل حشايا هذا الانسان، ونحاول أن نعايش وجوده النفسي والإنساني والعاطفي والعائلي، وكل ما يمكن أن يكون له أثر، قريباً كان أم بعيداً في تكييف ملامح وجوده.

فإذا وقفنا عند هذه الاعتاب، وكانت الجريمة، وكان المجرم، يكون الخطاب قد أصبح سديداً ومعلناً:

يا قضاة الانسان ويا من تحاكموه:

اعرفوا خبايا وخفايا هذه النفس الانسانية تماماً مثل معرفتكم لقانون الجريمة والعقوبة، بل لتكن درسكم الأول قبل حفظ مواد هذا القانون مادة مادة عن ظهر قلب.

تعالوا إذن نستطلع مع الفكرين «هذا البعد النفسى المهم والخطير، في تكييف عقوبة الموت.

الإعلان الأول

في 17 مارس من عام 1838 وقف الشاعر الفرنسي الثائر «لامارتين» تحت قبة البرلمان الفرنسي، وكان الناب يناقشون عقوبة الاعدام ما بين الإبقاء أو الإلغاء، وقف صائحاً:

«أيها النواب المبجلون:

ليس هو الموت الذى يجب أن نتعلم كيف نخشاه وإنما: هي الحياة التي ينبغي أن نتعلم كيف نحترمها».

وكان الشرارة الأولى التي اندلعت في وجه عقوبة الإعدام.

ويأتي الفيلسوف الفرنسى هنرى بيرجسون ليدق ناقوس الخطر في وجه التقاليد الدموية وحتمية تغيير مناهج التفكير يقول: «إننا ندور حول الشيء ولكننا لا ندخل في باطنه».

إذن لابد أن نتعمق داخل سراديب النفس البشرية ونعرف حقيقتها وسرها ونجواها، فهي عالم عميق الأغوار.

ونواصل المشوار في مواجهة عقوبة الاعدام ما بين الابقاء أو الالغاء.

الدكتور محمود السقا