رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثلاثة عشر عاماً مرت على اجتياح «العراق» بدون غطاءٍ دوليّ، ومن خلال ترديد أكذوبة أسلِحة الدمار الشامل وتعاون الرئيس «صدّام حسين» مع «القاعدة»، وللأسف مازال العراقيون واقعين بين فكى تفكّك دولتهم جغرافيا، كما حدث فى «كردستان» والإرهاب الفاتك بالبلاد والعباد، إلى جانب الغول الأكبر الناهش فى عظام الجسد العراقى والداعم لزيادة الشرخ السياسى والطائفى الحاد، بمساعدة الفساد والأوضاع الاقتصاديّة الخطيرة. وصار «العراق»، قبلة العلم والأدب فى مهب الريح وأرجوحة بين أطراف خارجية عدة على رأسها «تركيا»، المخترقة للحدود والمحتلة مدينة الموصل بذريعة محاربة مقاتلى «حزب العمّال الكردستانى»، إلى جانب الدور التآمرى الذى يلعبه العنصر الإيرانى عندما يتدخل لرأب صدع تابعيه فى المجتمع العراقى عندما تترنَّح التكتّلات السياسية القريبة منه.

وإلى جانب التدخل الإيرانى لا يمكن إغفال الدور السعوديّ والخليجيّ المتوجِّس من التقارُب الإيرانيّ الأمريكيّ على أرض «العراق»، ناهيك عن «إسرائيل» التى تُجاهِر وتُفاخر بأنّها هى التى ساهمت فى تفكيك «العراق» ومُساعدة الكُرد، وبأنّها لن تسمح بقيام العراق مرّةً ثانيةً. وهناك أزمة أخرى وهى ما يسمى «الحشد الشعبى»، فهناك ما يراه ضرورة فعالة فى القتال، وآخرون يعتبرونه التعبير الحقيقى للمُكوِن الطائفى هناك.

 وفى الواقع إن «العراق» بحاجة لأنّ يكون هناك إصلاحٌ شامل وجذرى، خاصة بعد عام 2003 وتكوين السُلطة العراقية، المبنية على مبدأ التوازن والتوافق والتى أدت الى ضياع هيبة الدولة، وجعل منها عبارة عن قطع متقطّعة ما بين الكُتل السياسية. وما نراه اليوم هو صراع سياسى سياسى، قابع تحت ضغط الشارِع وضغط المرجعيّة. والكُتل السياسية التى بقيت أكثر من 13 سنة تطبخ الطبخة وتقدّمها للمطبخ السياسى. وفى الحقيقة إن العملية السياسية اليوم فى خطر وليس الشعب العراقى، فالشعوب باقية والحكومات تتغيّر.. والسؤال المهم الآن ماذا تريد الولايات المُتّحدة فى الوقت الراهن؟.. فالواقع يقول إن التدخّل الأمريكى الإسرائيلى الآن عاد يطرح نفسه بشكلٍ كبير! ليبقى «العراق» بهذا الشكل الهشّ بلا شرعية، ولا امتداد ولا عُمق.

والحل يكمن فى إصلاح الملفّ الأمنى برسم سياسة أمنية واضحة المعالِم، و استبعاد المشبوهين فى المواقع الأمنية المُهمّة، والمُحافظة على الوحدة الوطنية والدفاع عن مقدّسات الدولة، مع إعادة الهيبة من جديد للجيش العراقى، فهو الوحيد القادر على القضاء على داعش التي أصبحت تصول وتجول في الأراضي العراقية.. بالطبع نحتاج إلى أعوام للقضاء على «داعش»، بالجهود المُكثّفة، ومع كل هذا أتساءل إلا يستحق «العراق» تسويةً سياسيةً تحول دون التفكك، وتعيد جدائله الى نبع الحضارات؟ ومتى يقفِزَ ساسته فوق المذاهِب والطوائِف ويأتلفوا في حكومةٍ تضرب الإرهاب وتؤسس لتقاسُمٍ عادلٍ للسُلطة وتوحِّد الجيش بدلاً من ميليشيا هنا وحشد هناك وصحوات هنالِك؟.