همسة طائرة
أعتقد انها ليلة سوداء تلك التى قضاها 72 من قادة دول العالم وعائلاتهم وشخصيات عامة سياسية ورياضية بعد الكشف عن «تسريبات بنما» والتى شملت تسريب 11.5 مليون ملف يكشف أين تذهب وتختفى «الأموال القذرة» عبر جزيرة بنما المشهورة بكونها إحدى «الملاذات الضريبية» التي يتجه إليها الطغاة والفاسدون ومن لا يحبون أن يسأل أحد كثيرا عن مصادر أموالهم وشرعيتها.
الخبير الاقتصادي الألماني أرنست وولف كشف عن توقعاته لما سيحدث بعد الظهور المدوي لوثائق بنما قائلا لن تختفي مناطق الـ«أوفشور» كظاهرة إنما ستجري عملية إعادة توجيه للتدفقات المالية وذكر أن تريليونات الدولارات ستتوجه إلى الولايات المتحدة التي تسعى حالياً للتحول إلى ملاذ ضريبي كبير جديد، وقال في حديث لوكالة «سبوتنيك» إن فضيحة بنما لم تمس أية شركة أمريكية ولذلك فقد تكون جزءا من استراتيجية أمريكية.
وفى رأيى المتواضع اننا فى مصر وكأى دولة تحترم الرأى العام وحقوق المواطنين يجب التحقيق فى كل ما ورد فى تسريبات أوراق بنما ويخص مصر... هذا من الجانب الاجرائى الوجوبى والقانونى... أما من الناحية السياسية والاستراتيجية فلا يجب الرقص على إيقاعات الغرب والتسريبات كى لا يتحقق الهدف من تسريبها وهو المزيد من الاحتقان والهدم فى صفوف شعوب بعينها واستهداف دول وقيادات بعينها... هناك من الدول التى وصلت لمراحل قادرة على استيعاب ما يحدث والتصرف بشفافية ووفق آليات محاسبة قانونية مثل أيسلندا واستراليا وفرنسا... وهناك دول ستضربها فى جذورها لأن العناد سيحكم قياداتها مثل روسيا... التوازن والحكمة والشفافية مهمة للخروج من فخ التسريبات واستعادة حقوق الوطن والمواطن.
يا سادة… تسريبات بنما أكدت ان الفساد دولى ومحلى.. كما أن الإرهاب أيضاً دولى ومحلى... ولذلك فعلى الدول فى كل العالم أن تتفهم من وراء تلك التسريبات? ولماذا فى هذا التوقيت بالذات؟... تماماً مثل ثورات الربيع العربى.. والشرق أوسط الجديد... وظهور «بن لادن» واختفائه.. وظهور «داعش» وحمايتها.
همسة طائرة... يا سادة رغم كل الضبابية التى تصيب المشهد السياسى والاقتصادى والاجتماعى تظل براقة الامل فى غد أفضل هى الامان.. ومن بين تلك زيارة الملك السعودى خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان» لوطنه الشقيق مصر فى رسالة للعالم أجمع... ان العرب الاشقاء إن شاء الله قادمون ولتسقط تسريبات المغرضيسن.