رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ألحت على ابنتى أن أستمع الى أغنية ذائعة الصيت لمطرب لم اسمع به اسمه أحمد شيبة واستمعت الى «آه لو لعبت يا زهر» وعلى ما يبدو فإن مؤلفها الذى لا أعرفه عصرته الظروف الصعبة وكشفت له معادن ناس كتيرة كان يتوقع أن يساعدوه أو بالبلدى يشيلوه فى زنقته ولكنهم تخلوا عنه.. الكلام دمه خفيف لواحد يناجى الحظ أو يندبه معددا المواقف التى كان سيأخذها لو لعب الزهر معه وأصبح من أصحاب الفلوس الكتيرة.. الحقيقة لفت نظرى فى خلال العقود الثلاثة الماضية على الأقل أن المصريين كلما ضاقت بهم الأحوال وخنقتهم الأزمات وانحشروا فى زجاجة لم نتجاوز عنقها منذ مينا وحتى اليوم كلما هرول الكثيرون بحثا عن الحظ رغم أن الحظ من المفترض أنه مثل الحب يأتى على غير انتظار، وكما تقول سيدتى وجميلتى «أحلام مستغانمي» أجمل حب هو الذى نعثر عليه ونحن نبحث عن شيء آخر.. مثلا زادت برامج المسابقات التى تعطى جوائز لأصحاب الحظ.. وزادت تطبيقات شركات الاتصالات وكثير من المؤسسات والأفراد التى تعد من يتعامل معها بحظ سعيد سيقلب حياته وينسف حمامه القديم ليجد نفسه فى الشارع مضطرا أن يحول أى مكان لحمام بعد أن خاصمه الزهر، وعانده الحظ وأخذ يردد مقولة الفنان خفيف الدم عبد السلام النابلسى «ناس ليها حظ وناس ليها ترتر» .. هناك ارتباط قوى وواضح بين انعدام العدل الاجتماعى وتعلق ضعفاء الحال بلعبة الزهر والحظ. نرجع لأحمد شيبة وآه لو لعبت يا زهر ونتساءل – هل هناك علاقة بين شعوب تتعلق بالحظ ولعب الزهر معها وبين الحالة السياسية والاقتصادية السائدة ؟ يرى كثير من اساتذة الاجتماع أن الانسان عندما تموت أحلامه فى الواقع وأمام عينيه يتعلق بمعجزات عالم افتراضى ومن ضمنها انتظار أن يلعب الحظ لعبته ويلاقى شنطة مليانة ورق أخضر، أو يشترى شهادة بجنيه ويكسب مليون، أو يطلع جده السادس عشر كان صاحب ميدان التحرير.. أما مصيبة المصائب فهى أن لعبة الحظ أحيانا فى الأزمنة التعيسة تجد لها شرعية أو مشروعية عندما يرى المحبطون بأم أعينهم الصغار كبارا وذوى الجهالة يتحدثون باسم العلم وذوى الوضاعة يتحدثون عن الأخلاق، والواد عريان البلبوصى بقى مليونير كبير.. طيب يعنى جت على والزهر مش هيلعب، وعلى سبيل استعطاف الحظ يدعوه كل عبده مشتاق ويغنيله «آه لو لعبت يا زهر».

[email protected]