رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي الهوا

لقاء الرئيس «السيسي» الأخير بعدد من المثقفين فتح نوافذ أمل في فتح قنوات للتواصل الحقيقي بين جموع الشعب وبين الرئيس، وعلي الرغم من تحفظي- كغيري- علي بعض من حضر اللقاء فإن المبدأ في حد ذاته يبعث علي الأمل، خاصة وقد أوجز الأستاذ عبدالله السناوي في لقاءات تليفزيونية بعد اللقاء ما دار من حوار يكشف عن رغبة صادقة لدي الرئيس ليعرف الحقائق بعيداً عن «التقارير» الرسمية التي تحرص بعض الأجهزة علي «فلترتها» قبل عرضها علي الرئيس.

التواصل المباشر بين الرئيس والجماهير لا يمكن بطبيعة الحال أن يتم مع الملايين من المواطنين، لكن القيادة السياسية الحريصة علي أن تعرف النبض الحقيقي لجموع الشعب تختار «قنوات» تتدفق من خلالها بحرية آراء واتجاهات الجماهير.

وتزداد حاجة الحاكم إلي هذه القنوات حتي لا تتمكن الدوائر المحيطة به من «عزله» عن النبض الحقيقي للشعب، والمثقفون الحقيقيون هم القادرون علي أن يمثلوا هذه «القناة» التي يتدفق فيها النبض الحقيقي للجماهير.

وعندما أصف المثقفين الذين أعنيهم بـ«المثقفين الحقيقيين» فإنني أعني بهؤلاء المثقفين الأمناء فعلاً علي التعبير بصدق عن الاتجاهات الحقيقية للغالبية من المواطنين، وأستثني من هذه الصفة عدداً من المثقفين لا يمكن بالمعايير الثقافية العادية أن نستبعدهم من الجماعة الثقافية، لكنهم انحازوا باختيارهم الحر إلي جماعة «النفاق» التي تستخدم ملكاتها ومواهبها الثقافية لإقامة حفلات النفاق لكل من يتولي منصب الرئيس.

هؤلاء هم العدو الأول للرئيس لأنهم يضللونه وهؤلاء اختاروا بمحض ارادتهم أن يكونوا «عبيداً» يعرضون عقولهم في سوق النخاسة ليصبحوا مجرد عبيد أو جوارٍ غاية جهدهم أن يبعثوا البهجة في نفس الحاكم لينالوا الرضا السامي والعطايا الوفيرة.

أعود لبارقة الأمل التي بعثها في نفسي لقاء الرئيس «السيسي» مع عدد من المثقفين المحترمين ومن خلال ما تعرفت عليه من اتجاهات الحوار اطمأن قلبي من حيث المبدأ.... والأهم انني مع ملايين المواطنين نتطلع إلي أن يستمر هذا الاتجاه وأن ينتظم اللقاء.

والأهم أن يكون هؤلاء المثقفون عند حُسن الظن بهم فيلتقي كل منهم بمن يثق في خبرته وأمانته ليبحثوا ويناقشوا المشاكل والقضايا التي يملكون الخبرة فيها، وأن يحاولوا التعرف علي الحلول العملية الممكنة والبدائل المتاحة حتي إذا عادوا لاجتماع جديد مع الرئيس طرحوا عليه «مباشرة» حصيلة لقاءاتهم وأبحاثهم.

بهذا التفاعل بين المثقفين الحقيقيين وبين أصحاب الخبرة تم نقل نتائج هذه اللقاءات وثمراتها إلي الرئيس بهذا نضمن تدفق كل الخبرات والرؤي المختلفة لتكون أمام الرئيس يوازن بينها ويختار الحل الذي يراه محققا لأفضل النتائج في اطار الرؤية العامة لحال البلد التي يملك الرئيس الأدوات لرؤيتها بوضوح.

يبقي أن أؤكد أن الفائدة لا تكتمل إلا باستبعاد جماعة الطبل والزمر من فرق النفاق. ويواصل رعاية بذرة الأمل حتي تنمو وتثمر، فبغير رعاية مستمرة تذبل بذرة الأمل وتصبح مجرد ذرات من تراب تذروه الرياح.