رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قد يبدو الانسحاب الفجائى الروسى من سوريا بعد أن حقق نجاحات ضخمة غريباً، ولكن مقال الكاتب الروسى فلاديمير ميخييف على موقع UPL فى 15 مارس يشرح الوضع بعمق كبير، يقول ميخييف: على السطح يبدو الأمر مقنعاً تماماً، فقد أعلن الرئيس بوتين سحب الجزء الأكبر من الحملة العسكرية الروسية من سوريا نتيجة انها حققت أغراضها الى حد كبير، وأن الدبلوماسيين فتحوا طريق الحوار فى سوريا لإنهاء الحرب الأهلية.

وجدير بالتسجيل أن روسيا استطاعت إقناع السماسرة الرئيسيين فى اللعبة, أى أمريكا بألا تضع شرط تنحى بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق لبدء الحوار من أجل تسوية شاملة، وكان هذا هو المخرج الأساسى من الطريق المسدود، فقد دفعت روسيا بفكرة ضم كل المشتركين فى الدراما الوطنية خاصة أكراد سوريا للمشاركة فى المفاوضات بشأن مستقبل وطنهم، وأبدت اهتماما خاصاً برغبة أكراد سوريا فى الحصول على حكم ذاتى، وقد صرح سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا بأنه من الواضح ضرورة أن تشمل المفاوضات المقبلة كل القوى السياسية فى سوريا وإلا لن تكون ممثلة حقيقية للشعب، ولا شك أن أكراد سوريا والعلويين والسنة الموالين لبشار الأسد مدينون بالشكر لروسيا التى حولت مجرى الحرب لصالحهم، وقد يكون هذا مفتاح شرح الانسحاب الروسى من حرب ما زالت دائرة.

وقد نشر الصحفى البريطانى روبرت فيسك فى جريدة «الإندبندنت» هذا الكلام، وأضاف: إن 80٪ من جيش بشار الأسد من السنة.

تدعيم المكاسب

اتخذ قرار روسيا بالانسحاب فى اليوم الأول لبدء جولة مباحثات السلام الجديدة، وقد يكون ذلك علامة على أن الأمر الآن متروك للسياسيين المتنافرين لايجاد أرضية مشتركة ولرسم خريطة بمعرفتهم إما للتعايش المشترك فيما بينهم وإما لانفراد كل فرقة بحكم نفسها فى هذا الجزء من هضبة الشام.

ورغم ذلك علينا أن نفكر هل يمكن أن يكون لروسيا دوافع خفية هنا؟ هل يكون الدافع الروسى هو الخشية من مواجهة جنود تركيا والسعودية على الأرض لو تحققت تهديداتهم بالدخول فى سوريا بقوات برية؟ أم هل تكون الحقيقة أن روسيا إتخذت هذه الخطوة المحسوبة بدقة لتدعيم مكاسبها العسكرية والسياسية نتيجة دخولها فى الحرب الأهلية السورية؟

قد يكون منطقياً أن نتبع هذا التفسير: تترأس روسيا وأمريكا محادثات ايقاف القتال فى هذه الفترة، وتهدف امريكا الى تقسيم سوريا وتحويلها الى دولة فيدرالية تحت رئاسة جديدة فى دمشق ليس ضرورياً أن يكون نظاماً معادياً، وكردستان السورية ستكون إقليماً يتماشى مع مصالح روسيا الاستراتيجية، وقد علق على هذه النظريات جريجورى كوساخ الاستاذ بجامعة الدراسات الانسانية بروسيا والخبير بسياسات العالم العربى قائلا: إنه يعتقد أن الخيار الثانى أكثر منطقية، وأضاف: إن روسيا قد تعتمد فى الاحتماء بنفوذها على سلطتين محليتين احداهما فى دمشق تسيطر على مساحة ضخمة تمتد من دمشق حتى حلب وساحل البحر المتوسط، وتسيطر السلطة الثانية على المناطق الشمالية التى يسكن الاكراد معظمها، وقد يكون هذه هى الجائزة الكبرى لروسيا نتيجة دخولها سوريا وتكتفى بها روسيا، فكيف يتفق هذا مع اعلان روسيا أن دخولها سوريا كان يهدف تسديد ضريبة قاتلة لداعش وغيرها من المنظمات الارهابية؟

يقول كوساخ: إن روسيا تستطيع القول إن دخولها سوريا عسكرياً منع الجهاديين من الاستيلاء على مساحة ضخمة من سوريا.

ونلاحظ أن روسيا لم تتخل عن حلفائها الذين ترددوا فى البداية عن القتال ضد داعش، فالطاقم العسكرى السورى فى كل من قاعدة خميميم الجوية فى اللاذقية وفى ميناء طرطوس سيكون هو المسئول عن مراقبة اتفاق إيقاف القتال، وبالإضافة لذلك فقد أعلنت روسيا التزامها بالتنسيق مع امريكا فى استرداد قاعدة داعش القوية فى كل من الرقة وبلميرا.

ولكن السجل الفاشل لمثل هذه الاتفاقات فى الماضى يجعل هذا الالتزام الروسى أدبياً أكثر منه واقعيا، فلم يتم أبداً اى اتفاق رسمى بين كل القوى التى تزعم أنها تحارب الارهاب، مما لا يوحى بالثقة فى مصير هذا التحالف على أرض المعركة.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد