رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

التقارب المصري الأمريكي الذي حدث في نهاية الأسبوع الماضي ، جعلني في حيرة من امري . هل هذا التقارب حقيقي فعلاً، أم انه درب من دروب الخيال؟؟

الاسبوع الماضي توجه وزير خارجيتنا - السيد سامح شكري - إلي امريكا ، وتقابل مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، وكان اللقاء بينهما وديا للغاية، واظهرت امريكا بجلاء نيتها في مساعدة مصر اقتصادياً، نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها، ولكونها حليفا استراتيجيا قديماً، كما أن من مصلحة أمريكا ان تقف الي جانب مصر، خاصة في مقاومة الإرهاب.

ولم يقتصر هذا التقارب علي مقابلة وزير الخارجية الأمريكي ، بل انه تعدي ذلك مقابلة أخري لا تقل أهمية عن الاولي، تمت بين وزير خارجيتنا ووزير الطاقة الاسرائيلي ، وقد كانت ايضا المقابلة بينهما ودية جدا ، ودارت في مجملها حول رغبة وزير الطاقة الاسرائيلي في ضم مصر الي ( تحالف الطاقة الاقليمي ) الذي جري تشكيله بين اسرائيل واليونان وقبرص . والمحاولة الآن تجري لضم مصر وتركيا الي هذا التحالف ، كنوع من التعاون الاقليمي بين هذه الدول فيما يخص الطاقة .

التقارب المصري الامريكي الاسرائيلي، الذي تم مؤخراً أمر جديد علينا . خاصة ، ان امريكا وحلفاءها ومن ضمنها اسرائيل وتركيا (هي اس البلاء) فيما حدث بمنطقة الشرق الاوسط . فأمريكا هي صاحبة فكرة الشرق الاوسط الجديد القائم علي تقسيم وتفتيت المنطقة لصالح دول التحالف الغربي واسرائيل، وفضلا عن هذا، فإن إسرائيل هي التي خططت ومولت ونفذت مشروع سد النهضة الاثيوبي ، لكي يكون أداة ضغط في يدها علي مصر، كل هذا من اجل القيام بتوصيل مياه النيل اليها.

وإذا اضفنا لهذا التقارب .. الزيارة المرتقبة من جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية لمصر هذا الاسبوع، في اعقاب المقابلات التي تمت في امريكا بين وزير خارجيتنا وبين وزير خارجية أمريكا ووزير الطاقة الاسرائيلي، وما يثار عن رغبة السعودية في ايجاد الصلح بين مصر وتركيا من ناحية، ومن ناحية اخري بين مصر وقطر. خاصة وأن العلاقة المصرية والإسرائيلية طيبة هذه الأيام . فإسرائيل قد سمحت لقواتنا المسلحة بالوصول الي بعض المناطق منزوعة السلاح طبقا لاتفاقية كامب ديفيد ، وذلك في سبيل محاربة الإرهاب . فالوضع بيننا وبين إسرائيل ليس بالسوء كما هو بيننا وبين قطر وتركيا هذه الأيام.

ما يحيرني - عزيزي القارئ - في كل هذا التقارب ، أن أمريكا التي تقف وراء مشروع الشرق الأوسط الجديد - لصالحها ولصالح اسرائيل مستقبلا - تأتي الآن لتساعد مصر في محنتها الاقتصادية ومكافحة الإرهاب، ثم ها هي تسعي لإيجاد التقارب والتحالف بيننا وبين إسرائيل، فهل هذا معقول؟؟ وهل سيتم فعلا تقارب اقتصادي بيننا وبين أمريكا ، وكذا تقارب آخر في الطاقة بيننا وبين إسرائيل؟؟...... الله اعلم .

حمي الله مصر وجنب شعبها شرور الكارهين والحاقدين، وتحيا مصر .