رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

نجحت روسيا فى تعزيز علاقاتها المتشعبة مع دول المنطقة. لم يكن بزوغ نجم الدب الروسى اليوم فى الشرق الأوسط محض مصادفة، وإنما هناك أسباب وضعت وريث الامبراطورية السوفيتية فى صدارة المشهد العالمى. ظهرت روسيا بقيادة «بوتين» دولة طموحة تسعى لتحقيق التميز والنجاح فى الساحة الدولية، ولم تكن نشاطاتها المتعددة فى العالم فى العقد الأخير إلا محاولة منها لتنفيذ سياسات دولة قررت أن تعود ثانية لتحتل مركز الدولة العظمى بعد أن انفردت أمريكا بالأحادية القطبية فى أعقاب سقوط الاتحاد السوفييتى. وجاءت عودة القطب الروسى إلى الساحة الدولية كى يعيد الأمور إلى نصابها، وبعودته يعيد التوازن إلى العالم بعد الخلل الذى لحق به من جراء تفرد أمريكا بالقطبية الأحادية.

عودة روسيا واحتضان المنطقة لها جاء كرد فعل لسياسة أمريكا العدائية البغيضة ضد الدول العربية،ومن ثم تطلعت الآمال إلى تحجيم هيمنتها على مقادير العالم.الشواهد كثيرة على أخطاء أمريكا وخطاياها. وأكبر مثال على ذلك تعاملها مع الملف الفلسطينى الذى أسقطته من اعتبارها بانحيازها الكامل لإسرائيل مع غض الطرف كلية عن جرائم الحرب التى ترتكبها. ولقد شهدت بذلك «هيلارى كلينتون» فى كتابها «خيارات صعبة» عندما تحدثت عن خطأ أوباما فى تعامله غير الحاسم مع بناء إسرائيل للمستوطنات. الأمر الذى لجأ معه العرب إلى الدب الروسى لإنقاذهم من الهيمنة الأمريكية، فكان أن جاءت دعوة الرئيس «بشار» لموسكو لمساعدة سوريا فى محاربة الارهاب. وسارعت روسيا بتلبية الدعوة لاسيما أن تحركها نحو سوريا تناغم مع استراتيجيتها فى الدفاع عن مصالحها بل وقطع الطريق على الارهاب الذى بات على مقربة منها.

بدخول روسيا الساحة وسطوع نجمها فقدت إدارة أوباما الكثير، وظهر ضعفها أمام الدب الروسى مما وضعها فى مأزق أمام العالم. ويكفى فقدها لثقة الدول بعد أن ظهرت سوءاتها ومؤامراتها التى استهدفت بها تمزيق الدول العربية إلى دويلات مستعينة فى ذلك بداعش وغير داعش من الجماعات الارهابية التى صنعتها فى أعقاب احتلالها للعراق فى 2003 عندما قامت بحل الجيش العراقى وهدم مؤسسات الدولة فزرعت بذلك نبتة التطرف والإرهاب ليظهر تنظيم داعش الإرهابى وحشا كاسرا ليتم تسليطه على المنطقة. أمريكا هى من ساعد على تقوية شوكة الجماعات الإرهابية داخل سوريا فكان أن دمرت وقتلت وشردت فحل على يدها الخراب والدمار.

عودة روسيا عبر البوابة السورية للشرق الأوسط كان له مفعول السحر. ويكفى ما أحدثته العودة من نقلة نوعية للمنطقة على المستوى السياسى والاستراتيجى والعسكرى، فكان أن توجهت مصر صوب روسيا فى اطار تنويع مصادر السلاح وتعاقدت معها بالفعل على صفقات من بينها غواصات وطائرات. هذا فضلا عن اعتزام القطب الروسى القيام ببناء مفاعلات نووية فى كل من مصر والأردن والسعودية. عودة روسيا إلى المنطقة أصاب أمريكا بالارتباك. وكان بمثابة طوق نجاة للمنطقة وانقاذا لها من براثن الشيطان الأكبر وسياساته الدنيئة التى لا تخدم سوى الكيان الصهيونى.