رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع بداية هذا الأسبوع، تزايدت حدة هجوم أمريكا وحلفائها علي مصر، بحجة انتهاك حقوق الانسان. ومن قبل، كانوا يدعون - مع بداية ثورة 30 يونية - أن ما حدث في هذه الثورة المجيدة انقلاب عسكري. ثم ادعوا بعد ذلك ان الحكم في مصر هو حكم عسكري دكتاتوري، وأن مصر انقلبت علي الشرعية، ثم ادعوا عدم وجود ديمقراطية لعدم وجود دستور وبرلمان. وحينما وضع الدستور وتشكل البرلمان، ادعوا أخيرا عدم مراعاة حقوق الإنسان، وأن السجون مليئة بالمعتقلين السياسيين. هكذا كل يوم وآخر يخرجون علينا بحجة جديدة، لكي يحرضوا باقي دول العالم ضدنا، حتي يمنعوا عنا المعونات والمساعدات والتسليح. يا تري، وماذا بعد كل ذلك؟ هل هناك اختراعات او ادعاءات كاذبة أخري؟

مصر، بشعبها وقيادتها وجيشها، تسببت في حرق دم حكام أمريكا وحلفائها. الدولة الوحيدة التي وقفت موقف الرجال ضد خطتهم المسمومة، التي أسموها بالشرق الأوسط الجديد، القائم علي تفتيت وتقسيم منطقة الشرق الأوسط هي مصر، والدولة الوحيدة التي مازالت محتفظة بجيشها العظيم وقوتها الضاربة هي مصر. لذلك فإن أمريكا وحلفائها، لم ولن يهدأ لهم بال حتي يشيعوا الفوضى في مصر، تمهيدا للوصول الي خطتهم المسمومة. أي نجاح أو تقدم حققته مصر أو ستحققه مستقبلا، سيشيعون كذبا وافتراء أنه ضد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

حقوق إنسان، إيه! أقدم وأعرق دولتين في العالم في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان هما انجلترا وفرنسا. ماذا فعلت هاتان الدولتان، حينما تعرضت أراضيها لجزء بسيط مما نتعرض له نحن من إرهاب وقتل وترويع وتفجيرات. هل تتذكر يا عزيزي القارئ حينما قامت بعض الاضطرابات في انجلترا؟ هل تتذكر كيف زج رئيس وزراء انجلترا بالعديد في السجون والمعتقلات، ضاربا بالحريات والقانون وحقوق الإنسان عرض الحائط، قائلا كلمته المشهورة علي الملأ جهارا نهارا (لو تعرض أمن انجلترا للخطر، فلا يحدثني احد عن حقوق الإنسان). هذا هو تصرف رئيس وزراء اكثر دول العالم ديمقراطية، حينما تعرضت بلاده لبعض الاضطرابات، ورغم ذلك... فلم يجرؤ أحد أن يوجه له أي اتهام أو حتي لوم.

وما حدث في فرنسا كان أشد وأقسي من انجلترا، فحين تعرضت فرنسا لبعض الأعمال الإرهابية طالب رئيس جمهورية فرنسا بضرورة تعديل الدستور والقوانين، حتي تسمح بفرض حالة الطوارئ في البلاد. وبالفعل تم تعديل الدستور وتطويع القوانين، لكي تتمكن فرنسا من حماية شعبها وأرضها من الإرهاب الأسود. ورغم ذلك لم يجرؤ أحد علي التفوه بكلمة ضد فرنسا، التي دائما وأبدا تحدثنا عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته بعد أن منعا عن مصر المعونات المقررة والمساعدات المتفق عليها في معاهدة السلام- سواء كانت عسكرية أم مدنية - لم يكتفيا بذلك، بل طلبوا من حلفائهما الامتناع عن مساعدة مصر. لقد أنجزنا كل المراحل التي تعهدنا بها بدءا بالدستور، مرورا بالانتخابات الرئاسية، وصولا بتشكيل البرلمان، ورغم ذلك فقد خرجوا علينا الآن بحجة جديدة، اسمها انتهاك حقوق الانسان، وبأن مصر تحاول منع منظمات المجتمع المدني التي تعمل لحسابهم.

تصور يا عزيزي القارئ، أمريكا التي شيدت السجون والمعتقلات في جوانتانامو، تدعي أن مصر ليس بها حقوق إنسان، وهي التي أنشأت سجون جوانتانامو المعروفة للعالم كله بقسوتها وشدتها في معاملة المعتقلين، هذا فضلا عما يرتكبه جنودها في العراق وباقي الدول الأخرى من جرائم قتل واغتصاب وترويع، وبعد هذا يدعون - كذبا وافتراء - أن مصر هي التي لا ترعي حقوق الإنسان.

بصراحة... أمريكا وحلفاؤها وأعوانها - مثل إسرائيل وتركيا وقطر - كل هذه المجموعة ستظل تفعل المستحيل من أجل إشاعة الفوضى في مصر، حتي تلحق بالدول الأخرى التي هدمت وخربت من جراء مخططهم المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد.. ولكن هيهات هيهات، إن مصر بشعبها الوفي وقائدها البطل وجيشها الجسور، ستظل شوكة في حلقهم جميعا، ولم ولن يستطيع أحد أن ينال من أمنها وسلامة أراضيها بعون الله.

نعود ونقول... يا تري، ماذا بعد كل هذه الاتهامات، التي ساقتها أمريكا وحلفاؤها ضد مصر؟ ماذا بعد انتهاك حقوق الإنسان؟ هل من أكذوبة أخري تدعونها؟ ولكن، هيهات.. أن ينال أحد من مصر ووحدة شعبها، فمصر لم ولن تركع يوما بعون الله وتوفيقه، رغم كيد الكائدين والحاقدين. وتحيا مصر.