رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير

لا أتعاطف مع النائب المطرود من جنة البرلمان توفيق عكاشة فى المجمل.. ولكننى أحاول أن أضع نفسى مكانه فى تلك اللحظة فقط بعد اسقاط عضويته.. لو كنت مكانه لأقدمت على خطوة لابد منها أولا.. ما أقصده هو ان أخرج انا توفيق عكاشة ابن نبروه بلد الطيبين معتذرًا لأهل دائرتى وللمصريين عن لقاء السفير الإسرائيلى وأقولها صراحة سامحونى أسأت التقدير.. لست عميلاً ولا أحب هؤلاء الناس ولكننى فقط كنت معجبا بدور عزت أبوعوف فى فيلم السفارة فى العمارة.. دور أبوعوف لمن لا يعرف كان لرجل أعمال صديق شريف خيرى (عادل إمام).. وفى مشهد شهير استضاف السفير الإسرائيلى فى منزله وللصدفة كان يردد ما قاله عكاشة حرفيا.. (الناس دول بيننا وبينهم معاهدة سلام ولازم نستفيد من تقدمهم ونعمل معاهم بزنس).. ويبدو ان عكاشة تأثر بالمشهد التمثيلى ونقله حرفيًا إلى الواقع.. لاحظ ان المشهد كان فى فيلا رجل الأعمال والدعوة كانت على العشا.. لو اعتذر عكاشة عن المشهد.. أقصد اللقاء وقتها من الممكن ان نتقبل ما هو آت من دفاع عن الحق فى العودة إلى البرلمان.. لو كنت مكانه بعد هذه الخطوة سأذهب إلى المحكمة الدستورية وأطعن فى الإجراءات نفسها التى تم على أساسها اسقاط العضوية وهى بحسب مجموعة معتبرة من القانونيين باطلة جملة وتفصيلا.. فالمجلس صوت على قرار مغاير لما توصلت إليه اللجنة المشكلة للتحقيق فى اللقاء الأزمة بجانب انه لا توجد جهة تحقيق واحدة اثبتت فقدان عكاشة لشروط بقائه بالمجلس وتستوجب اسقاط عضويته -لاحظ اننى قلت ان كل ذلك بعد الاعتذار-  وبحسب ما قرأته خلال الساعات الفائتة فإن قرار المجلس فى حد ذاته محصن ولكن الإجراءات نفسها من حق المحكمة الدستورية النظر فيها واصدار فتوى ملزمة تبين ما ان كانت هذه الاجراءات دستورية أم لا.

أزمة عكاشة ليست فى فصله أو حتى اغلاق قناته الأزمة الحقيقية تكمن فيه كشخص استمرأ التصرفات العبيطة وتمادى فيها إلى أبعد مدى.

تعامل معنا وكأنه مفجر ثورة ٣٠ يونية ومخلص مصر من الإخوان.. أصابه الغرور غير المبرر.. وتنكر للنعمة التى وصلته حتى زالت.

مشهد استعطافه لزملائه لكى يسمحوا له بدخول القاعة والاعتذار  كان كاشفًا لشخص مزيف يستحق الشفقة وسقط قبل ان تسقط عضويته.. كان وحيدًا بلا سند وهو الذى أوهم الجميع بأنه مسنود من أجهزة سيادية وان كل ما أذاعه وما فعله كان بترتيب مع تلك الأجهزة.. واكتشفنا اخيرًا انه مجرد شخص مدع يقدم خدمات مجانية حتى بدون ان يطلبها منه أحد وعندما أشاح القوم فى مصر بوجوههم عنه راح يقدم نفس الخدمات إلى دولة قتلت من شبابنا الآلاف لدرجة انه تقريبا فى كل بيت مصرى شهيد بسبب الحروب مع إسرائيل.

إذا اعتقد عكاشة بأن ما قام به البرلمان مبرر للتمادى فى أفعاله وإذا صحت تسريبات لجوئه لإسرائيل فإنه بذلك يكون قد كتب النهاية الحقيقية واثبت بالدليل انه ليس مجرد شخص موتور يؤمن بأفكار ساذجة وإنما عميل ومحب لبنى إسرائيل ووقتها لن أتشرف بأن أضع نفسى مكانه لأن شرطى الذى وضعته- أقصد الندم على ما فعله- لن يكون له وجود أصلا.

لو كنت مكانه اليوم لأنكرت تلك التسريبات وعدت إلى جذورى وراجعت نفسى وقتها سوف أدرك ان أى خسائر قليلة بجوار وصمي  بالمطبع والعميل.. أقولها له ولا يعنينى عكاشة فى شيء. تأسف عن كل ما فعلته قبل اسقاط عضويتك خاصة لقاء السفير بعدها يصفو لك وجه المصريين وقد تعود إلى ما كنت عليه.. فهل تفعلها.. أشك.

[email protected]